Al Jazirah NewsPaper Thursday  01/04/2010 G Issue 13699
الخميس 16 ربيع الثاني 1431   العدد  13699
 
الثقة الزائدة ليست فرصة للتطاول على الآخر
خليف بن عليان الصبيحي

 

في ذات يوم لم أتوقع أنني سأقع بين (السندان والمطرقة) في تلك الدائرة المدنية المحترمة، ومن خلال مراجعتي لها حيث تقدمت بطلبي إلى المدير, ومن ثم للموظف الذي أكمل المعاملة التي تستوجب إرسالها لنظيرتها في مدينة مجاورة، وأخذت المعاملة مناولة من الموظف إلى المدير لغرض التوقيع ومن ثم التصدير والإرسال، وبعد ما وقع المدير قرأ في عنوان الخطاب انه موجه خارج المدينة وليس داخليا (تفاجأ) وطلب مني أن أحضر له الموظف أو يكلمه تلفونياً، وذهبت للموظف رغم اني لست معنيا بتلك الدائرة ولكن لإنجاز معاملتي بأسرع وقت (وهذا الذي يجعل بعض الدوائر تستغني عن المراسلين) واستغلال المراجعين.

فقلت للموظف المدير يريدك في مكتبه أو تكلمه تلفونيا لهذا الغرض!

فقال لي الموظف في حماقة قل للمدير يقرأ الخطاب (زين!!! كلام ماني مكلمه)!!، ذهبت للمدير واخبرته بما حصل أخذ التلفون وكلم الموظف وبعد ذلك اتضح ان الموظف محق وان المدير فعلا لم يقرأ (زين) بل بادر بالتوقيع ومن ثم المطالبة بإحضار الموظف، ما موقفي من الموظف وما موقفي من المدير وما موقف كل منهما من الآخر ومن يعتذر عن خطئه؟؟!!

من خلال ما حصل بين الموظف والمدير إضافة إلى الموقف الطريف الذي حصل في تلك اللحظة اكتشفت ان الاحترام مفقود في تلك الدائرة المدنية.

الموظف يظل موظفا بمستوى إداري أقل ولوكان محقا والمدير يظل مديرا بمستوى إداري أعلى له التقدير والاحترام ولو أخطأ فكلنا خطاؤون غير معصومين من الخطأ.

خطأ الموظف لا يخوله بالتطاول على مديره وإساءة الأدب يجب ان يكون هناك ضوابط أخلاقية بين المستويات الإدارية قبل ان يكون هناك قوانين وضوابط إدارية، فالموظف لن ينقص منه شيء لو أتى إلى المدير ووضح له ذلك بأسلوب هادئ يمتاز بالاحترام المتبادل والتحلي بالاخلاق الحميدة مع أنه لا يوجد ضغط عمل كي نلتمس العذر له، كما ان المدير لن يطالب لو اتخذ قرارا غير مرض للموظف لكونه مديرا ذا صلاحيات ونفوذ إداري.

الموقف الطريف هو أثناء ما حصل (بين روح وتعال مع المدير والموظف) كان فيه موظفان يهمان بالخروج من الدائرة لغرض ما وبالصدفة كان مديرهم المباشر داخلا مع الباب الرئيس للمبنى وقال لهما (إلى اين) قالا لنا مشوار قريب وسنعود، قال ومن سمح لكما بالخروج فأجابا بسخرية جئنا لمكتبك فلم نجدك واستأذنا من المكتب (الطاولة)!!فهما ذهبا حيث أرادا وهو ذهب لمكتبه ليعاتبه لم سمح لهما بالخروج دون إذنه!

يبدو ان المصلحة الشخصية للموظف مقدمة على خدمة المواطن رغم انه جهاز إداري أوجد من أجل خدمة المواطن وليس المماطلة به دون وجه حق يذكر، كما انه لا يوجد احترام للمستويات الإدارية والخروج أثناء الدوام بكل سهولة رغم الحاجة الملحة من المواطنين لذلك الموظف والبقاء بالممرات لانتظار عودتهم، وتبقى الإدارة مسؤولية صعبة لا يستحقها إلا من يمتلك القوة الشخصية والحنكة والحكمة والإلمام الكامل بالنظام ومراعاة حق المواطن وحق الموظف في آن واحد.

وفور انتهائي من تلك الدائرة التي أمضيت بها ساعتين لمعاملة واحدة توجهت إلى إدارة المرور لأبلغ عن فقدان رخصة القيادة واستمارة مركبتي، وتم ذلك بكل سلاسة وهدوء حيث الاحترام المتبادل والتواجد الكلي وكل ذلك لم يتجاوز لـ15 دقيقة، اعتقد لا يوجد مقارنة بين هاتين، وما نطالب به نحن كمواطنين لبعض الدوائر المدنية التي هذا نهجها ومراعاة ظروف المراجعين فمنهم الموظف والمدرس والطالب الذي استأذن من مرجعه لإنهاء معاملته ومنهم كبير السن الذي لم يصل لهم بسهولة، فليراعوا الله في ذلك فالعمل أمانة ذمة وضمير ومرتب آخر الشهر نسبة الحلال به نسبة الاخلاص بالعمل.

شكر خاص من الأعماق لإدارة المرور في تلك المحافظة فهي نموذج مشرف لإدارة المرور بالمملكة.

- العيينة





 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد