Al Jazirah NewsPaper Thursday  01/04/2010 G Issue 13699
الخميس 16 ربيع الثاني 1431   العدد  13699
 
المرأة والشؤون الإسلامية
د. سعد بن محمد الفياض

 

ليست المرأة هي نصف المجتمع كما يقولون بل هي المجتمع كله.. هي حاضنة الرجال، ومربية الأجيال، ومدرسة القادة الأفذاذ، هن شقائق الرجال ومستودع أسرارهم.. لذا لا نستغرب أن تكون قائدة لقاطرة الخير والدعوة، والإرشاد والتوجيه بين بني جنسها بعلم وبصيرة، وحكمة وموعظة حسنة.. من خلال الكلمة الطيبة، والأسلوب الراقي، والحوار الهادئ.. قدوتهن في ذلك أمهات المؤمنين والصحابيات الجليلات الآتي حملن رسالة الدعوة والتوجيه كعائشة وأسماء وزينب وأم سلمة وممن سار على هذا الدرب وأقتفى هذا الأثر.. نشرن الخير والعلم في بيوتهن وبين الأقربين منهن ?وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ??وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ? (بلغوا عني ولو آية) نصوص شرعية تبين أن الخير ونشره ليس خاصا بالرجال دون النساء أو بفئة دون فئة بل الأمة عليها أمانة التوجيه والإرشاد كل حسب طاقته وعلمه، لما لا ودعوة الإسلام قامت على فاضلات فأول من أسلم من الخلق امرأة خديجة بنت خويلد وأول من بذل وضحى أسماء بنت أبي بكر وأكثر الأمة رواية لحديث النبي صلى الله عليه وسلم والعالمة بفقه عائشة بنت أبي بكر.. بل إن الله ضرب مثلا للمؤمنين قاطبة بامرأتين صالحتين صابرتين قانتتين.. آسيا بنت مزاحم امرأة فرعون ومريم ابنة عمران.. إذاً المرأة لاشك أن لها الدور الكبير في بث الخير والتوجيه في المجتمع.. وما إنشاء إدارة الدعوة النسائية في وزارة الشؤون الإسلامية والتصريح لـ200 امرأة بالعمل الدعوي إلا خطوة مباركة، ومبادرة مسددة بإذن الله تعالى.. فالمرأة في بلادنا تحفل بنصيب وافر من العلم الشرعي ومن أساليب الدعوة ولديهن القدرة والكفاءة على التعليم والتوجيه.. والساحة مليئة بنماذج حية وقدوات مباركة كان لهن أبلغ الأثر والتأثير في الوسط النسائي وفي مجتمعات النساء بل إن بعضهن لهن الدور الأكبر في غرس المنهج القويم المبني على منهج السلف الصالح القائم على الاعتدال والوسطية البعيد عن الغلو والتطرف والعنف والإرهاب.. هناك نماذج كان لهن الدور المتميز في تربية مجتمعاتهن وتوجيه شقائقهن لكل خير والحفاظ على الوحدة والاجتماع والسمع والطاعة لولاة أمرنا والحرص على منجزات بلادنا ومكتسباته.. ختاما إنها خطوة مباركة تشكر على وزارة الشؤون الإسلامية ويشكر عليها وزيرها معالي الشيخ صالح آل الشيخ.. والتي سيكون لها نتائجها الطيبة على ليس المرأة وحدها ولا أسرتها بل على المجتمع كله.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد