Al Jazirah NewsPaper Thursday  01/04/2010 G Issue 13699
الخميس 16 ربيع الثاني 1431   العدد  13699
 
هل ستكون وزارة التربية مصدر الحل لمشكلة البطالة؟
سليمان بن عبدالرحمن الخليفة

 

ندرك جيداً أن مذاهب الأمم والحضارات المتقدمة تقوم على التطوير والتجديد، ويتجلَّى ذلك بما هم عليه اليوم، ولكي نتحرك ونجدد لنسلك الطريق الصحيح، علينا ألا نظل مكبلين وحبيسي الأنظمة القديمة التي وضعت في زمن تعايشت معه في وقت بداية التعليم النظامي، قبل ستين عاماً أو يزيد حينما كانت كوادر التعليم جميعها من الإخوة المتعاقدين، أما اليوم فتغيَّر الحال وتجديد هذه الأنظمة هو المطلب الذي سيساعد، بل سيكون نقطة تحول في مسار وتطور عطاء وزارتنا الغالية وزارة التربية والتعليم.ما أصبو إليه في هذا الطرح هو تصحيح وضع المعلم المهني والاجتماعي، والنظر في حاله من حيث النصاب المكلّف به من الحصص الأسبوعية، وكذلك النظر بمناسبة عدد الطلاب المكلّف بتعليمهم داخل الفصل، بما يتوافق مع المصلحة التربوية للطالب، إلى جانب تصنيف المعلمين داخل المدرسة إلى مستويات قيادية متسلسلة.وعلى ضوء ما تقدم، أحببت أن أطرح هذه الخطة التربوية لعلها تنال شيئاً من قناعات أصحاب الشأن من المسؤولين لتكون تحت مجهر البحث والدراسة.

والخطة نقدمها كما يلي:

أولاً: أن يكون نصاب المعلم من الحصص بحسب المرحلة التي كلّف للتدريس بها، فيكون نصاب المعلم في المرحلة الابتدائية 22 حصة، المرحلة المتوسطة 20 حصة، المرحلة الثانوية 18 حصة.

والسبب أنه يوجد فرق كبير بين المراحل الثلاث من حيث محتوى المناهج والمادة العلمية واستعدادات المعلمين، ومن حيث التعامل مع الطلاب، ولأننا ندرك أن ما يقوم به معلم المرحلة الثانوية قد يفوق ما يقدمه الأستاذ الجامعي، الذي لا يزيد عدد المحاضرات المكلّف بها عدد أصابع اليد، فلا بأس أن نضع موازين تقارب إذا كان ذلك ممكناً.

ثانياً: كل خمس سنوات من الخبرة يتم تخفيض نصاب المعلم حصتين، على ألا يقل النصاب عن عشر حصص كحد أدنى.

ثالثاً: تصنيف المعلمين إلى مستويات كما هو معمول به في جميع الدول المتقدمة في التعليم، فيكون التصنيف كما هو: معلم أول، وثان، وثالث، حتى آخر معلم في المدرسة، ويؤخذ بذلك عدة اعتبارات، كالخدمة، واجتيازه لمجموعة برامج تربوية مقننة، وغير ذلك.

رابعاً: ألا يتجاوز عدد طلاب الفصل عن خمسة وعشرين طالباً، أياً كانت الظروف، وهذا هو العدد المناسب الذي اتفق عليه خبراء التربية حتى تؤتي العملية التربوية ثمارها.

النتائج المرجوة من تطبيق هذه الخطة التربوية

1 - تساعد على إيجاد فرص عمل، وستسهم، بل ستكون بإذن الله هي البلسم الشافي لعلاج مشكلة البطالة المتفشية في الوطن، حيث إن هذا الإجراء يوجد توازناً نسبياً بين عدد الخريجين وبين الاحتياج من الوظائف التعليمية، وسيكون تنظيم نصاب المعلم وتخفيض عدد طلاب الفصل سبباً في زيادة عدد المدارس والمعلمين قد تصل إلى نسبة 35% باعتبار أن طلاب مدارس المدن المزدحمة التي يصل عدد طلاب الفصل في بعض مدارسها إلى 45 طالباً، كما هو الحال في مدارس بعض المدن المزدحمة كمكة وجدة والرياض.

2 - تحقيق الأهداف التربوية المرجوة للطالب، والمهنية والاجتماعية للمعلم، ويقيني أن هذا الإجراء يمنح المعلم الثقة بنفسه ويزيد من شعوره بعظم المسؤولية.

3 - تنظيم العملية التربوية، بحيث لن يكون هناك اجتهادات عشوائية خاطئة، بل إن العملية ستكون سلسة منظومة، الكل يدرك مهماته، ويعرف ما له وما عليه، وسنرى أن المبدأ الذي تقوم عليه هذه الخطة هو إعطاء كل ذي حق حقه.

4 - وسيلة تحفيز، تساعد على نمو قدرات المعلم وزيادة خبراته التربوية عن طريق قنوات متعددة سيظهر أثرها على عطائه بالميدان.

هذا ما أحببت طرحه، وأملي بالله كبير أن تكون وزارة التربية صاحبة الريادة في علاج مشكلة البطالة، لا نقول ذلك من التمني، فالتمني طلب المستحيل، بل هو رجاء وأمل، فنحن في بلد الخيرات، هذا البلد الجميل، الذي سيكتمل جماله بسعادة أبنائه الأوفياء المخلصين.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد