قد تتفق المجتمعات حول مفهوم الشكوى لكنها تختلف حين يتعلق الأمر بأشكالها وأهدافها، فالشكوى سواء كانت مكتوبة أو منطوقة هي عبارة عن وسيلة يسعى الفرد من خلالها أن يرفع الظلم ويسترد الحقوق، فقد ظهرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الشكاوى الكيدية ومن أناس قليلي ذمة وأمانة، فما أن ينعم الله على شخص أو أسر معينة بأملاك ورثوها عن أب وجد إلا ويأتي شخص قد ملأ الحسد قلبه، وربما يجد من يؤيده من شليلته ويصفق له ويذهب إلى جهة مسئولة (مبلغاً) على أنه يوجد تجاوزات على أملاك حكومية أو أملاك يدعي أنها له.. فهذه الفئة (المشاغبة) التي تتقدم بشكاوى ضد مسئولي الدولة أو ضد بعض المواطنين مستغلين الدوائر الحكومية بأداء رسالتها بتقبل شكاويهم الباطلة، مما جعل الموظفين يعانون معاناة شديدة من ضغط الأعمال وتكدسها وانشغالهم عن دراسة القضايا الحية التي تتطلب إجراءً عاجلاً.
إنه من الواجب ردع أهل الادعاءات والشكاوي الكيدية عن التمادي في شكاويهم.
فالدعوى المجردة من الإثبات تصبح هي والعدم سواء، فمن باب ذلك كله عدم الاهتمام من قبل المسئولين بالشكاوي الكيدية التي تشير عباراتها إلى الكذب والمبالغة أحياناً، فإن هذا الاهتمام قد يؤدي إلى زيادة إعداد ممارسي هذا النشاط السيئ الذي يعرقل سير المجتمع.
إنه من الأجدر والأفضل تجاهل هذه الشكاوي الكيدية، ووضعها في أقرب سلة مهملات وهو السبيل الأمثل للقضاء على هذه الظاهرة التي باتت منتشرة في مجتمعنا.