رجب أردغان الرئيس التركي تلك الشخصية الإسلامية المرموقة التي امتلكت حب الآخرين واحترامهم لها.. رجب أردغان تلك الشخصية التي ولدت في 26 فبراير من عام 1954م في حي قاسم باشا أفقر أحياء إسطنبول، لأسرة فقيرة من أصول قوقازية.
تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة حيه الشعبي، أمضى حياته خارج المدرسة يبيع البطيخ أو كيك السمسم الذي يسميه الأتراك السمسم، حتى يسد رمقه ورمق عائلته الفقيرة. ثم انتقل بعد ذلك إلى مدرسة الإمام خطيب الدينية حتى تخرج من الثانوية بتفوق. التحق بعد ذلك بكلية الاقتصاد في جامعة مرمرة. دخل سلك السياسة وترأس بلدية إسطنبول وقد انتشلها من عجزها ومديونيتها الذي يبلغ ملياري دولار وبنمو في الاقتصاد بنسبة 7% وقفز بها لأن تصبح من أفضل مناطق تركيا.. تدرج حتى وصل عبر الانتخابات ليكون رئيس جمهورية تركيا.. بدأت جهوده الإسلامية تظهر على سطح المراقبين وتلفت نظر المحللين وخصوصاً قضاياها المصيرية.. والتي من نتائجها استحقاقه لجائزة عالمية تحمل اسم علم من إعلام الأمة وقادتها الأفذاذ وهو الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله.. والتي أعلن القائمون عليها أن جائزة خدمة الإسلام هي من نصيب الرئيس التركي رجب طيب أردغان.. فهذه الجائزة العالمية لخدمة الإسلام التي نالها أردغان هي في حقيقتها لا تمثل شخصه فقط بل إنها مؤشر على العهد الجديد الذي ستدخله تركيا.. وهو أمر لا نستغربه فتاريخ تركيا الإسلامي ودورها العظيم في الرقي بحضارتنا الإسلامية أمر سطرته صفحات التاريخ بنور من البذل والتضحيات والصدق والإباء والتي قدمت في سبيل نشر الإسلام والدفاع عن قضاياه الشيء العظيم، وهذه حضارتهم شاهدة بينة من خلال آثارهم التي خلفوها وراءهم سواء العلمية الثقافية منها أو المعمارية الإسلامية.. وهاهي تركيا الفتية تعود من جديد لحاضرة العالم الإسلامي دعماً ومساندة لقضاياه وفي مقدمة ذلك قضية الأمة الأولى فلسطين.. وما جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام التي كانت من نصيب الرئيس التركي رجب طيب أردغان إلا دليل على أن تركيا تدخل عهداً جديداً في علاقاتها بالعالم الإسلامي.. ذلك العهد الذي نترسم صورته في شخصية رجب طيب أردغان تلك الشخصية التي هي خيار الشعب وتوجهاته تلك الشخصية التي جعلت من العلاقة بين تركيا وإسرائيل مستمرة في التدهور منذ تولي أردغان رئاسة الحكومة التركية، ومن ذلك إلغاء مناورات» نسور الأناضول» التي كان مقررا إقامتها مع إسرائيل والتي علق عليها أردغان بمقولته الشهيرة:» بأن قرار الإلغاء احترام لمشاعر شعبه!»، أيضاً ما حصل من ملاسنة في دافوس بينه وبين شمعون بيريز بسبب حرب غزة، والتي من آثارها مقاطعة الجلسة وخروجه بعدها من القاعة محتجا بعد أن ألقى كلمة حق في وجه» قاتل الأطفال»،والذي علق عليها بعضهم بقوله: (دم أردوغان المسلم يغلي حتى في صقيع دافوس!)، واستقبله في المطار عند عودته آلاف الأتراك بالورود والتصفيق والدعوات!.. فحقاً لقد جاءت تلك الجائزة العالمية لتبرهن للجميع أن تركيا قادمة للتعزيز تضامنها للأمة والرفع من شأنها والذود عن قضاياها فهنيئا لرجب اردغان هذه الجائزة العالمية وهنيئا للأمة بهذا العهد الجديد لتركيا.