إن جهود إخواننا المسؤولين في أمانة منطقة الجوف ليست بالهينة، بل ومن وجهة نظري إنها لكبيرة، يستحقون الشكر والمؤازرة عليها، خاصة من يعرف المنطقة والعوائق الطبيعية والبديهية للمناطق التي فيها أحياء قديمة والتي يواجهها مسؤولو الأمانات فمنطقتنا منطقة سهلة للغاية، وصعبة على حدٍ سواء.
|
ولعل القارئ يندهش ويستغرب في اجتماع الضدين، فأجيب قائلا:
|
إنها سهلة في طبيعة أرضها وطيبة وسلاسة أهلها من حيث التعامل مع المسؤولين والاستجابة لمطالبهم، وصعبة حينما ننظر إلى أزقتها وضيق شوارعها، ولا أبالغ أخي القارئ حينما أصفها بالضيق بل إنه يوجد شارع لا يتجاوز عرضه المتر، وهناك أملاك أخرى اندثرت لأنه لا منفذ إليها إلا عن طريق الدرب القديم (ممر رجل أو الأدباش) كما لا يوجد ولو ساحة واحدة يتنفس من خلالها أبناء الحي، ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هل نحن الوحيدون الذين نعاني من هذه المشكلة؟ أم أن هناك جهات حكومية وأمنية يشاركوننا في هذه المأساة كالدفاع المدني مثلا؟ أقول بالطبع، نعم، لسنا وحدنا بل إن الدفاع المدني من أكثر من يعاني من هذا الوضع، ولعل كل هذه الحيثيات المذكورة ينهيها طريق واحد أو طريقان. فحيُّنا حي الضلع مثلا يعاني إخواننا مسؤولو الدفاع المدني منه حينما كان يحدث أمر يستدعي حضورهم كالحريق مثلا! كما أننا أبناء الضلع أيضا محرومون من الساحات (أرض فضاء) التي تقوم عليها لقاءاتنا ومناسباتنا، حتى ولو مواقف لسياراتنا، فلا أنسى معاناة جارنا الذي كان يقول: جميع سياراتي وسيارات أبنائي صُدمت ومن حينها كلما أستيقظ من نومي أذهب مسرعاً لأتفقد أحوال السيارات لأنه لا يوجد مواقف إلا على الشارع الرئيسي فيذكروني بقول الشاعر مهما كان غرضه:
|
فإذا انتبهت فأنتِ أولُ فكرتي |
وإذا أويت فأنتِ آخر زادي |
وجار آخر يروي معاناته فيقول: جميع أبنائي وأبناء أبنائي صُدِموا بأن حصل لهم حوادث مرورية أثناء لعبهم وتنقلاتهم، فالكلام كثير والمأساة أكثر.
|
ولا أحب أخي القارئ الاسترسال في مأساة حيّنا الذي هو نموذج من مأساة أحياء أخرى كثيرة في مدينة سكاكا لا، لا حتى محافظة دومة الجندل كذلك، وأقول بصراحة: إنها معاناة مريرة نكابدها نحن أبناء الجوف منذ زمن بعيد، فهل إخواننا مسؤولو وزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة بمقام سمو وزيرها يتفضلون علينا مشكورين مأجورين بالنظر إلى معاناتنا هذه؟
|
ولعل المسؤولين في الوزارة يدركون أهمية وجود مواقف لسياراتنا، ولتكن مفتضى للأحياء وأبنائها.
|
ومما دفعني لتسطير هذه المناشدة، هو وجود جهود جبارة تذكر فتشكر لمقام الوزارة للأحياء الجديدة، ونحن أصحاب الأحياء القديمة بقينا غارقين في خضم المعاناة.
|
|