Al Jazirah NewsPaper Friday  02/04/2010 G Issue 13700
الجمعة 17 ربيع الثاني 1431   العدد  13700
 
عاصمة العواصم
إبراهيم موسى الطاسان

 

الرياض هي الروض الذي أينع بالأزاهير، ودنت وتدلت براعمه وأغصانه، فأضحت مهوى، وهوى أفئدة كل مواطن ووافد وزائر، ومار مرور الكرام. ولكي تبقى الرياض محل العشق ومنية العاشقين، أعيدوا النظر في مواقع بعض القطاعات الخدمية حتى لا يبقى الزحام واختناق المرور وانعدام المواقف ظاهرة في بعض أحياء وشوارع حورية الجزيرة العربية. فوجود بعض القطاعات ذات العلاقة المباشرة بالمواطنين كوزارة النقل، ووزارة الزراعة ووزارة المواصلات، ووزارة الصحة، ووزارة التربية والتعليم ووزارة التجارة، وبعض القطاعات الصحية والمؤسسات المالية، والفنادق إلى جانب بعض القطاعات من غير ذات العلاقة المباشرة بالمواطن في شارع واحد وهو شارع الملك عبدالعزيز، وكلها قطاعات محط لمراجعة المواطنين المقيمين في الرياض أو القادمين إليها لغرض مراجعة أي من القطاعات المذكورة. وهذا التكديس للقطاعات خلق اختناقات مرورية في السير والوقوف غير محتملة حتى إن المراجع من منطقة القصيم إلى أي من القطاعات المذكورة يمضي وقتاً بين السير والبحث عن موقف أطول من وقت رحلته من القصيم إلى حيث يصل مقصده من هذه القطاعات في هذا الشارع المهم. تجربتي الشخصية قائلة:

تحركت الساعة السادسة صباحاً - من وسط القصيم وليس أدناه مما يلي الرياض - وراجعت وزارة المياه شمال الرياض على طريق الملك فهد، دخلت الوزارة وأمضيت 30 دقيقة، وبعد أن أنهيت ما جئت بشأنه أقفلت راجعاً لأتناول طعام الغداء في منزلي الساعة الثانية والنصف ظهراً. بينما رحلة أخرى بنفس الوقت إلى حيث وزارة النقل في الشارع المذكور لم يتح لي موقع الوزارة في هذا الشارع بسبب زحام السير وانعدام المواقف الوصول إلى الوزارة إلا الساعة الثانية عشرة، وبلطف وتعاون المسؤول الذي كنت قاصداً له، أنهيت مهمتي في 10 دقائق، ولم أخرج من الشارع عبر الدوار متجهاً نحو غرب امتداد كبري الخليج إلا الساعة الواحدة وخمس وخمسين دقيقة منها (10) أمضيتها على رصيف الجزيرة الوسطية أمام بوابة الوزارة أنتظر فرصة المرور إلى حيث تقف سيارتي. وأثناء هذه الفترة لفت نظري أن أكثر السيارات العابرة لا تحمل إلا قائد السيارة فقط. ولا أخفيكم أن فضولي حبب لي هذه الوقفة فحصرت - ما أمكنني الحصر - من السيارات التي لا تحمل إلا سائقها خلال حوالي 7 دقائق، فما استطعت حصره (71 سيارة) في النهاية وجدتني أقطع طريق الرياض القصيم بحساب الوقت الذي أمضيته منذ خرجت من المنزل في الساعة السادسة صباحاً حتى الوقت المتوقع للوصول لمنزلي بما فيه الوقت القسري لحصر السيارات فوجدت أن الوقت في الشارع المذكور زاد عن زمن قطع الطريق بين الرياض ووسط منطقة القصيم.

والحال هذه التي هي نموذج حال كل مراجع لأي قطاع من تلك القطاعات في ذلك الشارع أرى أنه لا بد من النظر بجدية نحو توزيع هذه القطاعات توزيعاً يأخذ في الاعتبار تسهيل مهمة الوصول إليها، والوقوف غير البعيد منها. على جهات الرياض الأربع حيث إن تكاليف توسعة الطريق وإيجاد المواقف أمام كل وزارة أو قطاع سيكلف أضعاف إنشاء مقرات جديدة لهذه الوزارات.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد