لا يزال مجتمعنا مكبلا بكم هائل من العادات والتقاليد والرسوم التي تقطع الحلاقم، وتجز العلاقم وتورث الشحناء، وتنثر البغضاء، ويرسف شبابنا بركام عارم من النقد اللاذع لكل حركة أو سكنة أو إبداع أو اختراع!!
يقول الشيخ سلمان العودة: إن لدينا قدرا عظيما من العادات والتقاليد التي أورثت قدراً كبيراً من النفاق الاجتماعي!! أهـ
فإذا حاول الشاب أن يقتحم أسوار مجتمعه وينخلع من بعض العادات والتقاليد التي ربما كانت سيئة، أو غير مناسبة، أو ولىَّ زمانها ألصقوا به التهم ونسجوا حوله الأكاذيب، وزوروا حوله الأقاويل ثم يحاول ويصاول ويطاول فيصدم بمجتمع يأبى كل جديد، ويقدس كل عنيد!?أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ?!! نحن عبيد مأمورون ومنهيون، لا تحكمنا العادات والتقاليد شأننا كله... يجب علينا أن ننبذ كل عادة وتقليد سيئ... ونساهم ولو صادمنا بعض شرائح المجتمع في تعديله! وإلا كيف نجتث بعض التقاليد السيئة!!؟
إن هذه التقاليد البالية التي تجثم على صدر مجتمعنا وكذلك أهل كل منطقة بعينها تجعل الشاب إذا خرج خارج حدود البلاد يجد من نفسه أنه تنفس الصعداء!! وأنه تخلص من آصار تخنقه، وأغلال توثقه!!! فينبهر بحضارة الغرب.. وحسن تقاليدهم لأنه يجد الحرية الكاملة!! ثم تلومه لماذا يرغب العيش في بلاد الغرب!! ونحن الذي صيرناه إلى ما صار إليه!! نحن الذين كتمنا أنفاسه بجحافل متراكمة من القيود والأغلال عيب - وما يليق - وليست عاداتنا - ومن غير عادته قلت سعادته - وقطع الرسوم ولا قطع السلوم - ومن غير طبعه أبغضوه ربعه - وو...).
هذا فضلا عن منهيات الشريعة التي تحتم علينا ضوابط معينة في كثير من تصرفاتنا!! قال تعالى: ?أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ?!!.
إن على علمائنا أن ينظروا بمستجدات العصر وينزلوالنصوص عليها، لا بد أن يراعوا تغير الأحوال والبيئات والزمان والمكان و..
قال ابن القيم- رحمه الله-: (باب ماجاء في تغير الفتوى بحسب الزمان والمكان والبيئات والأحوال و.. فالشريعة مبناه على تحقيق المصالح ودفع المفاسد، لا تبقى على حال واحدة)أهـ.
وقال شيخ الإسلام العز بن عبدالسلام: (الفقيه الحق هو الذي يفتي بالرخصة عن الثقة، أما التشديد و(التحريم) فكلّ يُحسنه!!) أهـ. وصدق رضي الله عنه.
يجب على دعاتنا وعلمائنا أن يراعوا هذه المستجدات والمتغيرات حتى لا ينفض الناس من حولهم ويتركونهم قياما!!
محافظة رياض الخبراء