Al Jazirah NewsPaper Friday  02/04/2010 G Issue 13700
الجمعة 17 ربيع الثاني 1431   العدد  13700
 
صدى الكلمة
النصر.. الشق أكبر من الرقعة
عبد العزيز العمران

 

يبدو لي أن المثل الشعبي الدارج والذي نتناوله في كثير من الأحيان تعبيراً عن أن الجرح أو المشكلة أكبر من الوضع الحالي والطريقة المتبعة لإيجاد حلول مناسبة وكافية من شأنها أن تلغي ذلك من أساسه، هو أفضل وأنسب ما يمكن أن تقوله في الوضع الحاصل مع النصر. فمهما كانت الحلول والطرق المتبعة بهذا الفكر والتعامل لن ينصلح الحال ولن يتطور أداء الفريق ولن تقوم له قائمة طالما المسئولون عنه تركوا فريقهم وأصبحوا يتتبعون خطوات غيره ويطاردونه في كل مكان يذهب إليه بخاصة المنافس التقليدي الهلال، وزاد البعض منهم بدخول فريق الشباب، وأخذ يزبد ويرعد ويتوعد دون أن يحرك ساكناً أو يؤثر ذلك سواء على الأول أو الأخير. فالأول حقق الدوري وكأس ولي العهد ويواصل خطواته بثقة نحو التأهل للمرحلة التالية آسيوياً، ومرشح قوي لتحقيق كأس الملك للأبطال. والأخير رفض أن يخرج من الموسم رغم تعرضه إلى ظروف قاهرة لو تعرض لها غيره من الأندية الأخرى لنافس على الهبوط، وبرغم ذلك إلا أنه حقق بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد. وهو نتاج طبيعي لاختلاف الطموحات والأهداف المرسومة من قبل كل إدارة حريصة على إسعاد جماهير فريقها. الحديث عن النصر والبحث عن أسباب إخفاقاته المستمرة أصاب البعض بالإحباط، طالما هو ينتقد ويوضح ويكشف دون أن يلقى اهتماماً وتجاوباً مع ما يطرحه وفق ما يراه، فالبعض تحدث وانتقد إدارياً والبعض تحدث وانتقد فنياً، ولكن لا حياة لمن تنادي. وقد يعود سبب ذلك إلى ما يتحقق للفريق من انتصارات ضد فرق أقل إمكانيات فنية وبشرية إلى أن أحراز المركز الثالث في الدوري، وهذا ضرب من الخيال نظراً للظروف التي تعرض لها فريقا الاتحاد والشباب وإلا لكان الفارق النقطي بين أصحاب المراكز الثلاثة الأولى والرابع كبيراً جداً، كما هو الفرق بين وجود اللاعبين المميزين والنجوم بين صفوف الفرق المنافسة وباستمرار الهلال والاتحاد والشباب ومقارنة النصر في هذه الأندية أعتقد أنها مبالغة كبيرة وبعيدة عن الواقع، وجاءت وفق أحلام لم تستمر طويلاً. النصر يحتاج إلى الكثير، وإن قلت إلى تأسيس من جديد قد لا أكون مبالغاً في ذلك، فهو يحتاج إلى تغيير فكر أولاً وثانياً وثالثاً ثم التفاته إلى الأمور التي تخص الفريق الكروي الأول من مدرب ولاعبين محليين وأجانب. يتفق الكثير أن لغة المال وحدها لا تكفي لأن تقدم فريقاً قوياً ينافس ويحقق البطولات حتى لو أحضرت كبار اللاعبين العالميين وأفضلهم حالياً في الملاعب دون التعامل معهم بفكر احترافي يضمن تقديم ما لديهم من إمكانيات فنية ومهارية، وسيكون الفشل حليفهم لا محالة. ويخطئ الكثير عندما يحمل المدرب الأرغواني جورج داسلفا إخفاقات الفريق الأصفر في هذا الموسم وخروجه من المسابقات بالرغم منه أنه كان أفضل مما كان لو تم التعامل إدارياً مع الأحداث التي واجهت الفريق، وكان آخرها أمام الوصل الإماراتي في البطولة الخليجية. وإن أردنا الحديث بكل واقعية يجب أن نبتعد قليلاً عن مسألة وأسطوانة التحكيم، فالمتسبب الأول هو المدرب، نتيجة سوء اختياره للعناصر المشاركة في اللقاء واختيار التكتيك المناسب وإعطاء المنافس الاهتمام المبالغ فيه، في تصرف انهزامي قبل أن تبدأ المباراة، وهو ما حذرت منه يومها وقلت أكثر ما تخشاه الجماهير هي تخبطات المدرب التي تكررت كثيراً، وبالفعل حدث ما كان يخشاه الجمهور النصراوي ولكن أحداث سير اللقاء والشغب المصاحب لها أتاح للنصر إدارياً فرصة كبيرة لاستغلال الموقف بالانسحاب كون النظام يجيز لهم ذلك في ظل ما يرونه من تدهور وضعف ومستوى سيئ يقدمه اللاعبون داخل الملعب علاوة على ذلك يتعرضون للضرب، فكيف قبل أصحاب القرار قبول استكمال المباراة ..؟ أعتقد أن غياب المعلومة الصحيحة وقلة الخبرة هو من جعل قرار الاستمرار في المباراة، وتتحمله إدارة الفريق مجتمعة.

تصويبات

- أصبح أمر وجود مدرب وطني لقيادة الفريق في بطولة كأس الملك للأبطال أمراً ضرورياً، ليس للمنافسة على اللقب ولكن من أجل مسح الصورة الباهتة للفريق في هذا الموسم وتقديم مستوى قد يشفع للفريق أمام جماهيره.

- استمرار بعض اللاعبين في صفوف الفريق يعطي انطباعاً مؤكداً أن عملية التصحيح التي تتحدث عنها الإدارة بين الحين والآخر هي مجرد وعود. والمنطق يقول كيف تقنع من حولك بالتصحيح وفريقك يضم عواجيز وبعض ممن ليس له هدف أو طموح ووقف عند مستوى معين دون أن يسعى إلى أن يتطور.

- ظهر اللاعبون في لقاء الوصل الإماراتي بصورة مشحونة مبالغ فيها في ظل غياب التهيئة النفسية قبل اللقاء فكيف لفريق يكسب على أرضه بفارق جيد من الأهداف يخسر بهذه الطريقة.

- ثقافة الفوز والمحافظة عليه تحدث بها نائب الرئيس الأستاذ عامر السلهام بعد لقاء الهلال في الدوري الذي انتهى بفوز النصر واتضح فيما بعد وعند المحك الحقيقي إنها مجرد صدفة.

باختصار

من راقب الناس مات هماً.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد