كتب - المحرر الفني
حين تتمعن في صورة هذا الرجل المنشورة صورته مع هذه الكلمات تجد رجلاً ممتلئاً الملامح يميل بعقاله قليلاً، حاد النظرات متربّص بالكلمة ليقدمها على طبق من (مقال) كاتباً متزناً يسكنه هم الوطن والإنسان، داود الشريان واحد من كتاب الكلمة الذين صدقوا ما عاهدوا (وطنهم) عليه.
في برنامج (واجه الصحافة) انقلب داود على الواقع فلم يعجبه الطريق الذي تسلكه البرامج السابقة التي ضجت بها القنوات الفضائية حتى فتح لنفسه طريقاً يصعب على كثر شقه أو السير فيه فهو وعر بالنسبة لهم وممهد له فجاء بـ(السمكة من ذيلها)، لا مكان هنا للضعفاء.
داود الشريان الممتلئ بالوطن يعرفه كل من يعرفه بأنه منحاز لتفاصيل الوطن مرتكز على ثقة مفرطة وحكمة شمالي وأظلمه كثيراً إن مدحته بما لا يوفيه حقه، وممتن لبعض الكلمات هنا أن طاوعتني، فالحق يجبرني على تطويع القلم بما يجول في خاطري.
(واجه الصحافة) لا تستغربوا ضيفه القادم والذي بعده وبعده، ولا تتنبأوا بشيء فهو يسير بهدوء في الخفاء محدثاً ضجة كل (جمعة) ساحباً البساط من تحت أقدام الكثيرين، مزعجاً جداً للحظات الترقب حين يخلع (نظارته) لأنه مقبل على سؤال في (مقتل) الحقيقة، وليته يخبرنا كيف يشعر ونحن مشدودون له منتبهون، وبعد أن ينهي جزءاً من (مواجهته) يختم بكلمة لازمة هي (أبغى أختم معك) لنعرف ساعتها أن مواجهته قد حركت شرايين العربية وأن نسبة مشاهديها مرتفعين في تلك الساعة.
