Al Jazirah NewsPaper Tuesday  06/04/2010 G Issue 13704
الثلاثاء 21 ربيع الثاني 1431   العدد  13704
 
المنشود
حي المنصورة.. ألا بواكي له؟!
رقية سليمان الهويريني

 

تعرَّضَ فتىً كريم الخلق من الطلاب النجباء المقيمين في المملكة، يدرس في ثانوية الإمام الألوسي مع رفيق له لاعتداءٍ آثم جائر، حين كانا يمشيان راجلين بعد صلاة العشاء مباشرة في حي المنصورة (خنشليلة سابقاً) جنوب الرياض، حيث اعترضهما مجهولون، وحاولوا خطف جوال الفتى، وحين قاومهم بدؤوا بصاحبه فضربوه وطعنوه في يده، ثمَّ تطاولوا على الشاب الأول بالضرب واللكم، وسددوا نحوه حربةً طويلة للتهديد، وما زال يقاوم حتى أخرجوا له أداة كهربائيةً صاعقة لم يتبيَّن المجني عليه ماهيَّتها، فضربوه بها على أُذنه حتى فقد الوعي، ثم أخذوا منه جهازه الجوال وما معه من أجهزة ومتاع ولاذوا بالفرار، وبقي الفتى طريح الأرض حتى لطفَ الله به بعد أن رآه أحد الجيران مصادفةً حين مروره بالطريق، فعمل على إفاقته وذهب به إلى الإسعاف في مستشفى الإيمان الذي رفض قبوله؛ بحجة أنَّه أجنبي وليس سعوديا؛ مما اضطرهم إلى الذهاب به إلى مكانٍ آخر.

هذه الواقعة نموذج لغيرها من حوادث قاهرة للمواطنين والمقيمين، تحدث بشكل متكرر في حي المنصورة وفي بعض الأحياء غيره، ومنها السطو على المنازل، وسرقة حقائب السيدات، وضرب عمال التوصيل المنزلي ونهب ما معهم، بل قد يتعدى الأمر إلى ما هو أكثر منه وجعاً وألماً وفظاعة، وهو أن يصل الحال إلى الاعتداء على أعراض النساء، وخطف الأحداث، ناهيك عما يجاهر به بعض المجرمين من التفحيط والتهور الشديد ودهس الأطفال وترويع الآمنين! ويشهد شارع محمد بن شعيل المسمى (الشارع الأصفر) في حي المنصورة على كل تلك الحوادث.

والواقع أن ترويع المواطنين والوافدين وتخويفهم وبث الرعب في قلوبهم أمر جديد على بلادنا الحبيبة التي عُرِفَت بالأمن والأمان.

وهنا أتوجَّهُ - بعدَ الله سبحانه - إلى صاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض وحاكمها سلمان بن عبد العزيز سدد الله خطاه، وأصلحَ به الأحوال، وهو المعروف بحنكته وحبه للخلق، وصرامته في الحق، ورعايته للمواطنين، ورأفته بالمقيمين، واحترام الناس لشخصه المثقَّف القارئ، الواعي بعواقب الأمور، بأن نرى له رأياً عاجلاً نافذاً، وتوجيهات حازمة، وأوامر صارمة للمسؤولين في قطاعات الأمن والشؤون الداخلية - باركهم الله - حيال هذه المهازل والمواجع والاستبداد بأمن المواطنين والطغيان في حقوق المقيمين، والتمرد دون أدنى خوف رادعٍ. وسمو الأمير - أيده الله - يدرك أكثر مما ندركه نحن من أنّ انفلات الأمن وغياب الرادع والعقوبة عن ناظر المجرمين فساد كبير، وشرٌ مستطير، وعواقب وخيمة.

ولا يغيبُ عن الجميع الأثر الوارد عن عثمان بن عفَّان - رضي الله عنه -: (إنَّ اللَّه لَيَزَعُ بالسلطان ما لا يَزَعُ بالقرآن).

ومما ساءني في الحادثة عدم قبول دخول الفتى المقيم للمستشفى بحجة أنه وافد! وأتساءل بمرارة هل للمرض جنسية أو هوية؟ ولا سيما أن الفتى المسالم قد ناله الأذى من أيدي فئة ضالة من أبناء هذا البلد الكريم الذي يسوؤه أيضاً حصول هذه التصرفات الحمقاء غير المسؤولة، ولا تمت لأخلاق أبناء الوطن النبلاء بأدنى صلة.

وحين تصلني هذه الرسالة وغيرها من الرسائل من أحد أعيان الحي وراشديه، فلأنهم يؤمنون بدور الصحافة وكتابها في تغيير المجتمع، والدعوة لإحلال الأمن محل الفوضى، ونشر التوعية بين أبناء هذا الحي الذي هو بحاجة ماسة إلى مد يد العون الاجتماعي والثقافي والتوعوي والأمني والاقتصادي. وهي مهمة ليست منوطة بالحكومة فحسب؛ بل لابد من تكاتف المجتمع من رجال الأعمال والدعاة وقوات الأمن بكل قطاعاتها، ووزارة الصحة ولا سيما الصحة الوقائية، وأمانة مدينة الرياض، والشؤون الاجتماعية بفتح مراكز التنمية الاجتماعية؛ لتكون المنصورةُ بالفعل منصورةً بأميرها النبيل وسكانها الطيبين،غير مخذولة ولا مهزومة بقلة الحيلة والخوف والرعب من المجرمين!!

www.rogaia.net


rogaia143@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد