Al Jazirah NewsPaper Tuesday  13/04/2010 G Issue 13711
الثلاثاء 28 ربيع الثاني 1431   العدد  13711
 
سموه التقى نائب الرئيس الهندي وعبر عن سعادته بزيارة الهند
الأمير سلمان: الهند صديقة للمملكة وعلاقاتنا تترسخ منذ 50 عاماً

 

دلهي - واس

استقبل دولة نائب رئيس الجمهورية الهندية محمد حامد أنصاري بمكتبه في دلهي أمس صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض والوفد الرسمي المرافق في زيارة للهند. ورحب دولته بسمو الأمير سلمان بن عبد العزيز في هذه الزيارة التي تعكس عمق العلاقات بين البلدين التي تعيش تطورا مطردا لخير البلدين والشعبين الصديقين. واستذكر دولته فترة حياته وعمله بالمملكة العربية السعودية حين كان سفيرا لجمهورية الهند وما حملته من تعاون ونشاط أسهم في تعزيز العلاقات في العديد من المجالات.

فيما عبر سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز عن سروره بزيارة الهند التي تعد شريكا استراتيجيا للمملكة وتجمعهما علاقات وثيقة وبخاصة بعد زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للهند وزيارة دولة رئيس وزراء الهند للمملكة مؤخرا وتوقيع العديد من اتفاقيات التعاون الاستراتيجي. وثمن سموه حفاوة الاستقبال متمنيا دوام التقدم والازدهار للهند حكومة وشعبا ومزيدا من النمو والتطور للعلاقات بين البلدين في كل المجالات.

حضر الاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن سلمان بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلمان بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن سلمان بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلمان بن عبد العزيز وصاحب السمو الأمير الدكتور عبد العزيز بن عياف آل مقرن أمين منطقة الرياض وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى الهند فيصل بن حسن طراد ومدير عام مكتب سمو أمير منطقة الرياض عساف بن سالم أبو ثنين.

كما التقى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض أمس رجال الأعمال والصناعة بجمهورية الهند بحضور معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات شاشيم بايلوت والسفراء والقائمين بالأعمال في سفارات الدول العربية بدلهي وذلك بفندق أي تي سي في دلهي. وألقى سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز كلمة خلال اللقاء قال فيها: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبيه ورسوله الكريم.

أيها الأصدقاء يسرني أن أحضر هذا الحفل وأشكر معالي الوزير وأشكر الغرفة التجارية على ترتيب هذا اللقاء وهذا الاجتماع. إن العلاقة بين المملكة العربية السعودية والهند قديمة جدا حتى في قديم الزمان، وعلاقة المملكة العربية السعودية بالهند في نمو واطراد منذ خمسين سنة وأكثر. وأنا من الناس الذين رأوا الرئيس نهرو عند زيارته للمملكة وعرفته في ذلك الوقت. إن المملكة - ولا شك - صديقة للهند، والحمد لله العلاقات مع الهند تترسخ يوما بعد يوم. ولا شك أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للهند قبل سنوات وزيارة رئيس وزراء الهند للمملكة هي دليل على عمق الصداقة بين الهند والمملكة.

أيها الأصدقاء كما قلتم - العلاقات السياسية ممتاز مع الهند والحمد لله، كذلك الاقتصادية والتجارية ووجود العمالة الهندية والخبراء في المملكة دليل على ذلك. وإنني آمل أن تكون العلاقات الاقتصادية أكثر مع الهند لان المملكة كما تعلمون اقتصادها حر ومفتوح وقابل للمنافسة، نأمل أن يكون هناك علاقات اقتصادية وتبادل تجاري لكي يستفيد الطرفان من هذه العلاقات. وأنتم كرجال أعمال - ولا شك - تعرفون مداخل التعاون التجاري، والاقتصادي وآمل منكم ومن إخوانكم في المملكة العربية السعودية أن يكون هناك تعاون تام وكامل بينكم، لان المملكة كما قلت لكم ترحب بالتعاون مع الهند. ونأمل أن يكون هناك تعاون أعمق وأكبر من هذه البلاد. وأشكركم على هذه الدعوة وحضوركم، متمنيا لكم التوفيق والسداد.

وقد استهل رئيس اتحاد غرف الأعمال والصناعة بالهند ( ficci ) اللقاء بالترحيب بسمو الأمير سلمان بن عبد العزيز والوفد المرافق في زيارته للجمهورية الهندية ولقائه برجال الأعمال؛ مما يدل على حرص سموه على تعزيز التعاون بين البلدين لخير الشعبين الصديقين. وألمح إلى العوامل والقيم المشتركة بين البلدين في الإسهام الحضاري الممتد منذ مئات السنين ومستمر بفضل قيادتي البلدين الذين تمتعان حالياً ببنية قوية في العديد من المجالات. وأثنى على المملكة العربية السعودية وما تعيشه من تطور كبير في المجالات الاقتصادية وما تتمتع به من بنى تحتية قوية، مثمنا عاليا احتضان المملكة أكثر من 1.5 مليون هندي يحظون بحياة وتعامل كريم إلى جانب أكثر من 140 ألف حاج ومعتمر يشكلون مع التعاون السياسي والاقتصادي والتبادل التجاري المتزايد وجوها للعمل المشترك الناجح.

وعبر عن سعادته بأن المملكة العربية السعودية والهند تتقدمان للأمام في النمو بعد أن تجاوزا الأزمة الاقتصادية العالمية بفضل أنظمتهما المالية الدقيقة، مشيرا إلى تواصل العمل الاقتصادي والتجاري من القدم عبر السنوات بين البلدين. وأكد ثقته بتطور التعاون في إطار اتفاقيات وقعت بين البلدين واتفاقيات ستوقع قريبا مع دول مجلس التعاون الخليج العربية، لافتا الى العديد من الجوانب المتاحة للتعاون الاقتصادي منها الصناعية والمالية ستكون في إطار برنامج للعمل. ثم تحدث ممثل اتحاد الصناعة الهندي الرئيس السابق لـ (ficci) قائلاً: (إن منطقة الرياض تقف كمثال حديث يتميز ببنيته الحديثة المتينة التي تدعم قطاع الأعمال في العديد من المجالات). وتطرق للزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين وأهميتها في تعزيز التعاون الاقتصادي مما أثمر نموا كبيرا في هذا المجال ملمحا إلى أن الهند قد تأثرت بالأزمة الاقتصادية بشكل ضيق وتجاوزتها لأن الحكومة اعتمدت سياسات جيدة، متوقعا أن تحقق الهند نموا خلال عامين قد يبلغ 9 في المائة. وأكد الحرص على تنمية العلاقات والعمل الاقتصادي المشترك مع المملكة العربية السعودية لما تمثله من ثقل ومتانة اقتصادية، مبرزا جوانب تميز الاقتصاد الهندي وفرص الاستثمار المتبادل حيث بلغت التجارة بين البلدين عام 2008 (25) مليار دولار مؤملا أن تصل لمستويات أعلى في السنوات القادمة. وألمح إلى الاستثمار في سكك الحديد والتعاون مع المملكة في هذا المجال والعديد من المجالات كالاتصالات والتقنيات وغيرها.

بعدها ألقى رئيس مجلس الغرفة التجارية الصناعة بالرياض عبد الرحمن الجريسي كلمة تحدث فيها عن قطاع الأعمال في المملكة وجذب الاستثمارات، مشيرا إلى زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - إلى الهند عام 2006 م وتبعتها زيارة دولة رئيس وزراء الهند إلى المملكة. وقال (تحل زيارة سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز للهند لتؤكد أننا في البلدين حكومة وشعبا شركاء وأصدقاء). وأثنى على النشاط الذي تشهده الهند في العديد من المجالات الاقتصادية والصناعية والسياحية وغيرها مبينا أن المملكة العربية السعودية تشهد كذلك ازدهارا وتنمية في كل الأنحاء والمجالات مع نجاحها في تجاوز الأزمة العالمية بقوة اقتصادها وإدارتها الحكيمة.

وأبرز ما تعيشه المملكة من تطور واستثمارات في قطاع الإنشاءات والتقنية والمعلومات والكهرباء وتحلية المياه والمواصلات والنقل والتعليم والرعاية الصحية والسكك الحديدية داعيا الجميع للمشاركة في الاقتصاد السعودي المزدهر. وبين أن الغرفة التجارية الصناعة بالمملكة اتخذت علاقات قوية مع رجال الأعمال في أنحاء العالم وتحرص على التعاون مع الأصدقاء بالهند داعيا رجال الأعمال للقدوم للمملكة للمشاركة بالنشاط والاستثمار في العديد من الأعمال. وتمنى للهند التوفيق في خططها الطموحة للنمو والازدهار.

إثر ذلك ألقى وزير الاتصالات وتقنية المعلومات بجمهورية الهند كلمة رحب فيها بصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز في زيارته للهند معبرا عن الفخر بمستوى العلاقات القوية بين البلدين وتزايدها المستمر وبخاصة بعد زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ثم زيارة رئيس وزراء الهند حيث تم خلالها توقيع مذكرات تفاهم ومنها في مجال تقنية المعلومات. وأشاد بما تمتاز به المملكة العربية السعودية في المجال الاقتصادي من استقرار ومتانة مشيرا إلى نمو التبادل التجاري بين البلدين بمعدلات عالية بلغت أكثر من ثلاثة أضعاف حتى أضحت الهند رابع مصدر للمملكة العربية السعودية وشريكا استراتيجيا.

وأكد حرص الهند على تنامي التعاون ومن ذلك كون المملكة قوة اقتصادية ومصدرا للطاقة مستمرا للهند حيث تشكل 20 في المائة من واردات الهند في هذا المجال. كما أشار إلى تطور العلاقات بين البلدين في المجالات التجارية إلى المجالات الثقافية والدينية بزيادة عدد الحجاج والمعتمرين. وأبرز التقدم الحاصل في الاقتصاد الهندي وخاصة في مجال تقنية المعلومات والبرمجيات حيث يتوقع تحقيق معدل نمو 8 في المائة، مبينا أن الهند كسبت أكثر من 5 مليارات دولا من هذا المجال متوقعا نموا بمعدل 20 في المائة في هذا القطاع حيث إن الهند ظهرت كمركز كبير لتوظيف العمالة في هذه الصناعة محققة نموا وحلولا للمشكلات في قطاع المعلومات وسلامة البيانات الحاسوبية وغيرها. وعبر عن الأمل في تواصل التعاون بين المملكة العربية السعودية والهند في مجالات تقنية المعلومات والاستثمار بالشكل المناسب لتحويل اقتصاديات البلدين إلى اقتصاديات المعلومات المعرفة، مشيدا بجهود المملكة في هذا الإطار نحو التحول إلى مجتمع معرفة. بعدها حضر سموه حفل الغداء المعد بهذه المناسبة. حضر اللقاء الوفد الرسمي المرافق لسمو الأمير سلمان بن عبد العزيز وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى الهند فيصل بن حسن طراد.

كما قام سموه والوفد الرسمي المرافق بزيارة أمس للمدرسة السعودية في دلهي التقى خلالها بأبنائه الطلاب والمدرسين ضمن زيارته الرسمية حالياً للهند تلبية لدعوة نائب رئيس الجمهورية الهندية. وكان في استقبال سموه بالمدرسة مديرها محمد حسن الخليفي ومدرسوها وطلابها الذين رحبوا واحتفوا بسموه بالورود والأهازيج. وأدت مجموعة من الأطفال من طلاب المدرسة نشيدا ترحيبيا عنوانه « مرحبا سلمان « عبروا فيه عن حبهم لسموه الكريم وفرحتهم بلقائه. بعدها تجول سموه في فصول وأقسام المدرسة واستمع لشرح عنها وعن خدماتها التعليمية لطلاب يزيد عددهم على 120 طالبا من أبناء السعوديين والعرب المقيمين في الهند. واطلع سموه على مختبرات المدرسة (الصحية والحاسوبية) واستمع لشرح من بعض الطلاب عن النشاطات العلمية. ثم تفقد الفصول المدرسية (الروضة والابتدائية والمتوسطة والثانوية) وسير العملية التعليمية فيها ونشاطات طلابها محاطا سموه بترحيب الطلاب في كل فصل ونشاط مدرسي وقصائدهم فرحا بزيارته لهم - حفظه الله -. وأحاط سموه أبناءه الطلاب بمشاعر الوالد الحاني متمنيا لهم التوفيق في جدهم واجتهادهم ليواصلوا التفوق حتى مراحل التعليم العالي ليخدموا وطنهم الحريص عليهم في كل المجالات ويكونوا تشريفا للمملكة في كل المحافل بعونه سبحانه. وغادر سموه مودعا بمثل ما استقبل به من حفاوة وترحاب.

من جهته عبر مدير المدرسة السعودية في دلهي محمد بن محسن الخليفي عن سعادة وفخر المدرسة والمعلمين فيها وجميع طلابها بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز لهم ومتابعة سير العملية التعليمية ونشاطاتهم في لفتة أبوية بمضامين عالية. وقال في تصريح صحفي (إن سموه رمز للوفاء والعطاء لبلدنا الغالي.. ونحن في المدرسة السعودية لا نجد أرضا تحمل خطانا فرحا بقدوم سموه.. كيف لا وهو بين أبنائه ومحبيه يؤنس غربتهم ويشعرهم بقرب ولاة أمورهم منهم ويقف على سير العمل عن كثب). ودعا الله تعالى أن يحفظ سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز شاكرا لسموه هذه الخطى وهذه الزيارة الكريمة. وبين أن المدرسة السعودية في دلهي تقوم بدور رائد يمثل المملكة العربية السعودية وسط الجالية العربية في العاصمة الهندية حيث عناق الحضارات قال (حضارة الهند ضاربة في التاريخ وقد حرصنا على أن نأخذ من التطور المتسارع في بلاد الهند من خلال زيارات متنوعة لمنشآت متعددة ومستشفيات متطورة استفاد منها أبناؤنا ليعودوا - بإذن الله - بكل خير وحكمة من هذه البلاد إلى أرض الوطن).




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد