Al Jazirah NewsPaper Tuesday  13/04/2010 G Issue 13711
الثلاثاء 28 ربيع الثاني 1431   العدد  13711
 
مسؤولية
يوميات مبتعثة (الرياض)
ناهد سعيد باشطح

 

فاصلة

((عينا الغريب تنظران بصفاء أكثر))

-حكمة إنجليزية -

هذه المقالة التي أكتبها آخر الأسبوع، بدأت كتابتها قبل أكثر من عام حينما ابتعثت إلى جامعة مانشستر لإكمال دراستي العليا وعشت تجربة مختلفة مع أسرتي.

ليس سهلا أن تتخذ قرارا بأن تسافر مع أسرة كبيرة إلى بلاد لا تشبه بلادك وديار لا تشبه ديارك، هناك الكثير من الأفكار والمواقف والتجارب التي تمر بالإنسان منذ اللحظة التي يفكر فيها أن يسافر ليدرس بمفرده أو مع أسرته.

الوحدة أوالأسرة والتزاماتها وكيفية التأقلم، ومسئولية الطالبة المبتعثة تحديدا التي هي أم في الأساس، وطبيعة الحياة المختلفة في الغرب عن حياتنا.

بالنسبة لي ككاتبة هي التجربة الأولى في نشر التجارب الذاتية لطالما تجنبتها لسنوات عدة اعتقادا مني بأن القارئ لا يهتم بتجارب الكتاب الذاتية.

لكني إزاء انغماسي في تجربة الغربة والتصاقي بالكتابة دون أن أنفصل عنها حتى وأنا أدرس في بريطانيا فكرت بأني لو لم أخصص إحدى زواياي لتجربة الغربة فلربما أصبحت الثلاث زوايا في نفس القالب.

من هنا قررت أن أتواصل مع القارئ من خلال قضايا المجتمع ومشكلاته في زاويتين وأخصص الزاوية الثالثة للمبتعثين الذين أنا منهم.

فكرت أن أكتب يومياتي كطالبة سعودية مبتعثة إلى بلاد بعيدة....إلى وسط ثقافي مختلف كليا عن وسطها البيئي بكل أبعاده.

الطالب المبتعث منذ أن يصدر قرار ابتعاثه وحتى يعود إلى بلاده يمر بخبرات مختلفة وتجارب متنوعة.

في هذه المقالة تارة أكتب ما يمر بي من أحداث أو تفاصيل ربما كانت صغيرة لكنها برأيي ترصد حياة كاملة للمبتعثات.

وتارة أكتب يوميات المبتعثين الذين يرسلون لي عبر البريد الإليكتروني مشاكلهم أو معاناتهم أو حتى قلقهم.

الطالب المبتعث عادة يواجه صعوبات في تأقلمه مع المجتمع، في بيئة المنزل والشارع والبيئة الدراسية، وبعضهم يبقى بعيدا عن التأقلم حتى يعود إلى بلاده.

ثم تبدأ صعوبات دراسة اللغة الانجليزية والقلق الذي يصيب الطالب لأن لديه فترة محددة يتقن فيها اللغة ثم يلتحق ببرنامج دراسته سواء كان بكالوريوس أو دراسات عليا.

وهناك صعوبات تعترضه في تعامله مع الملحقية الثقافية السعودية في البلد التي يدرس بها مثل تعامله مع الأنظمة والمشرفين.

وبالرغم من كل الصعوبات فإن فترة دراسة الطالب في بلاد الغرب تعتبر تجربة ثرية ممتلئة بالخبرات خاصة وأن هدفه هو التعليم والتعلم بحيث ينفتح وعيه على ثقافات مختلفة ورؤى متعددة في مجالات الحياة وهذا هو هدف الدولة في الابتعاث حيث لا يقتصر الهدف على أن يتعلم الطالب وينجح في مجال تخصصه فقط بل أن ينجح في بلورة شخصيته بالإضافة إلى التعليم ليعود إلى بلده بنضج فكرى وعلمي مستفيد من فوائد السفر والاغتراب.



nahedsb@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد