Al Jazirah NewsPaper Sunday  18/04/2010 G Issue 13716
الأحد 04 جمادى الأول 1431   العدد  13716
 
إلى الفردوس الأعلى يا أبا عبدالعزيز..
ابنتك - هدى سليمان العودة

 

إن من أقسى اللحظات التي يعيشها الإنسان ويظل يتجرع مرارتها طيلة حياته هي «فقد عزيز»..

وأشدها قساوة إذا كان الفقيد «أباً أو أماً «..

فجُعت وعائلتي يوم الأربعاء 22-4-1431هـ بنبأ وفاة أغلى الناس «والدي سليمان عبدالله العوده» رحمه الله.. إنه والد الجميع (أبنائه - أقاربه - جيرانه) ,,,

إنه رجل البر والإحسان, رجل الجود والكرم, يحمل بين أضلعه قلباً رحيماً حنوناً لكل من يعرفهم ومن لا يعرفهم أيضاً. لا يتوانى لحظة بإغاثة الملهوف وسد حاجة المحتاج.. رجل لم تزده المادة إلا تواضعاً وزهداً بالدنيا ورغبة بالصدقات والإنفاق في جميع وجوه البر.. «إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا لفراقك يا أبتاه لمحزونون» كم أشتاق إليك يا أبي وأشتاق إلى ضمك وتقبيل رأسك والجلوس بجانبك والاستماع لعذب حديثك وكنوز نصائحك... لم أتخيل في يوم من الأيام أن أمسك بقلمي وأرثيك يا أغلى البشر.. وأنه ستمر أيام وشهور وسنين دون أن أراك..! قلبي أضعف من أن يحتمل أنني سأزور الرياض ولا أجدك فيها..! لن أنساك يا أبي ما حييت.. كيف لي أن أنسى من كان لي رمز الحب والحنان.. كيف أنسى من احتواني بين يديه وأنا صغيرة وغمرني بحبه وحنانه ونصائحه وأنا كبيرة.. كيف لي أن أنسى لهفتك علي حين تراني مقبلة للسلام عليك بعد وصولي للرياض بسلامة الله..؟!

وكيف لي أن أنسى قلقك وخوفك علي وأنا عائدة إلى بيتي في مدينة بريدة ونبرات الحزن تبدو واضحة على صوتك، ولسانك يدعو لنا الله بأن يبلغنا سفرنا ويطوي خطرنا وتنصحنا بالإكثار من الدعاء وعدم نسيان دعاء السفر..؟! آه كم هي قاسية لحظات الفراق.. ولكن عزاءنا في فقدك أن الله أحسن خاتمتك وتوفاك ولسانك يردد ذكر الله وقول لا إله إلا الله، فهنيئاً لك هذه الخاتمة.. ولا نقول إلاّ ما يُرضي ربنا، ونسأله جل وعلا أن يجزيك عنا خير الجزاء وأن يغفر لك وأن يُنزلك منازل الصالحين والشهداء، وأن يرحمك - وأموات المسلمين - بواسع رحمته، وأن يجمعنا بك في مستقر رحمته. كنت أدعو الله أن يرزقني برك في حياتك, وأنا الآن أسأله تعالى أن يرزقني برك بعد وفاتك.. (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد