Al Jazirah NewsPaper Thursday  22/04/2010 G Issue 13720
الخميس 08 جمادى الأول 1431   العدد  13720
 
(إن القلب ليحزن.. وإن العين لتدمع)
مساعد حمدان الشراري *

 

مقالي هذا حزين.. ومتألم.. ومكلوم.. فهو يشبهني تماما في هذه اللحظة!

بل يشبه قريحتي التي التهبت ألما واعتصرت حزنا.. وكأنها لم تجد يوما بشعور الفرح مطلقا!

ولم تسر أبدا!

أيها السادة: لا أدري بماذا أكتب!

هل أكتب بدموعي التي انهمرت على صفحتي السوداء!

أم أكتب بدم من قلبي الذي أكاد أراه ينزف ألما وحسرة!

وهل ياترى ستسعفني ضربات قلبي المتسارعة على البوح لكم بحزني!؟؟

نعم والله إنه الحزن،، بل الفاجعة.. التي آلمتنا جميعا بفقد شيخنا ورمز من رموز مجتمعنا

الذي كان ولا يزال محبوبنا (محمد منوخ بن دعيجاء) ذلك الرجل الذي أحبنا فأحببناه،،

وساندنا فاحترمناه،، وخدمنا فافتخرنا به.

أيها السادة: ماذا عساني أكتب؟؟ ومن أين أبدأ؟؟

هل أكتب عن مواقفه الإنسانية والنبيلة؟

أم أكتب عن غيرته على مجتمعه، وقبيلته؟

هل أكتب عن تلك السنون التي قضاها في خدمة وطنه وأمته؟

أم أكتب عن رجل نذر نفسه وماله من اجل مدينته (طبرجل) ومنطقته الجوف؟

هل أكتب عن كرمه الجم، المتوارث عن أجداده؟

أم أكتب عن نصرته للمظلوم ؟ ومساعدته للمحتاج؟

تعددت المسارات،، واتسعت المدارات.. وكلها تشي (بمحمد) الإنسان!

محمد (الموقف)، محمد (الفزعة)،، محمد (الكرم)... محمد (الشيخ)..

لم أعهد نفسي وقد تبعثرت حروفي، وتطايرت من رأسي، وضيعها قلمي، غير الآن!!

قد قلتها سابقا! ربما مجازا ومجاملة، ولكنني والله هنا ؛ ومن هول الصدمة أجد أن حروفي ارتبكت بل (بكت) وتمزقت كحال (فرحي)الذي جرفه سيل الحزن الذي لم يهدا بعد.

لا أنسى كلماته الأبوية الحانية حينما قال لي رحمه الله مشجعا ومحفزا (أنت ممن نفخر بهم ونراهن على نجاحهم فسر وأنا معك) آه يا أبا فوزي لو تعلم مدى تأثير تلك الكلمات علي عند سماعها منك! أعجز عن وصف مدى الفرح والسرور من مدح شيخ بحجمك..

كان ذلك في حياتك!

أما بعد رحيلك!! فوالله أنني أعجز عن وصف حدة (البكاء) التي تنتابني كلما تذكرت تلك العبارة الشهيرة في عالمي.

من دواعي سروري:

هو تقبيل رأسك وجبينك في كل مرة أقابلك فيها، تماما مثلما أقبل رأس وجبين والدي.. فوالله أنني أفتخر بهذا الفعل ما حييت.

رحلت من الدنيا وستبقى في سجلات تاريخ الشرفاء النبلاء.

رحلت من الدنيا وسيكتب الأجيال القادمة اسمك في كل مقال يسطرون به شيم ومروءة الرجال.

رحلت من الدنيا وسيروي الرواة سيرتك النزيهة بمجالس الكرامة والعزة.

مخرج..

إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا علي فراقك يا شيخنا أبا فوزي لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا

(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).

* عضو هيئة الصحفيين السعوديين - مدير قناة جدة الفضائية



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد