Al Jazirah NewsPaper Saturday  01/05/2010 G Issue 13729
السبت 17 جمادى الأول 1431   العدد  13729
 
لا تقربها» مسؤولية كل مُرب
عبد الله بن خالد العجيمي

 

عندما يكون الحديث عن قضية التدخين في إطار الأطفال يتم التركيز دائماً على التدخين السلبي لأنهم أكثر من يدفع ثمنه كونهم يتعرضون له باستمرار في محيط الأسرة والأماكن العامة ووسائل النقل العامة والأسواق والحدائق والمراكز التجارية وغيرها. أما هذه المرة فسأتطرق له من جانب آخر من خلال الحديث عن استهدافهم من قِبل شركات التبغ ليكونوا عملاؤها في المستقبل لأن ما يراه الكثيرون عبر الفضائيات ووسائل الإعلام المتعددة من دعايات وترويج للتدخين وخصوصاً عبر الفضائيات التي تخاطب الطفل ما هو إلا حلقة من حلقات متعددة تمثّل مخططاً إستراتيجياً لغسل أدمغة الأطفال وإيصال رسالة هادئة لهم بأن التدخين هو خيارهم المستقبلي الذي سيمنحهم الذكاء والمثالية والرجولة واستقلالية الرأي وغيرها من المصطلحات المغلفة التي يخطط منتجو التبغ عبرها لاستمالة عواطف ورغبات الأطفال ليكونوا عملاء ناجحين لها في المستقبل.

لا تقربها

«مهرجان لا تقربها للأطفال» محاولة جادة وغير مسبوقة من جمعية نقاء وشريكها في مشروع «رياض بلا تدخين» مؤسسة سليمان بن عبد العزيز الراجحي الخيرية لتبصير أطفالنا وتوعيتهم بشر آفة اسمها التدخين وانتشالهم من دعايات التبغ إلى دنيا النقاء وعبرها تكون الحياة مفعمة بالصحة والأمل «لا تقربها» رسالة توعوية يجب أن تبدأ من البيت الصغير، حيث الدور المأمول من الأب والأم في توعية أبنائهم وفتح أذهانهم من خلال تعريفهم بمخاطر التدخين وإثاره السلبية عليهم حالياً وفي المستقبل مروراً بالمدرسة التي يقع عليها عاتق تربوي مهم في هذا الجانب من خلال الخطاب الذي يقدمه المعلمون للطلاب ثم دور وسائل الإعلام التي يُنتظر منها دور ملموس في طرق هذا الجاني الذي يمثّل أحد مسئولياتها تجاه المجتمع.

والدور الأكبر يقع على المجتمع بشكل وجميع أفراده مطالبون بتقديم دور إيجابي في هذا الجانب كل في مجاله ونتمني أن يكون هذا المهرجان بداية تحول للمجتمع السعودي في طريقة التعامل مع أطفالنا فيما يتعلق بتوعيتهم بأضرار التدخين والسلبيات والآثار المترتبة على تعاطيه وتناوله.

جهود عالمية حثيثة لحماية الأطفال

ظلت منظمة الصحة العالمية تدعو حكومات العالم باستمرار إلى حظر الإعلانات التجارية المروّجة لمنتجات التبغ، في محاولة لمنع الأطفال من التعلّق والتعوّد، وحتى الإدمان على السجائر.

وتتهم المنظمة الشركات المصنّعة لمنتجات التبغ باستخدام أساليب ومهارات تسويق وترويج ذكية ومتطورة لجر أرجل الأطفال إلى التدخين، وتشير المنظمة إلى أنه كلما زاد انكشاف الأطفال أمام الدعايات التجارية لمنتجات التبغ، زادت نسبة دخولهم إلى عالم المدخنين. وتقول المنظمة إن القيود الحالية ليست كافية لحماية نحو 1.8 مليار من اليافعين، الذين تستهدفهم حملات الدعاية والإعلان في الإنترنت والمجلات والأفلام السينمائية والحفلات الموسيقية والمنافسات والألعاب الرياضية.

وبالإشارة إلى ما حذَّرت منه المنظمة يجب أن يكون هناك تحرك كبير لوقاية أبنائنا وحفظهم بعيداً عن مؤثّرات البرامج الترويجية لشركات التبغ، وكما أشرت يجب أن يكون هذا المهرجان بداية تحرك فعلي لنا جميعاً. وعبر هذا السانحة أتقدم بالشكر الجزيل لمؤسسة سليمان بن عبد العزيز الراجحي الخيرية لرعايتها هذا المهرجان ضمن فعاليات المشروع المتفرّد «رياض بلا تدخين».

مدير حملة «لا تقربها»



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد