Al Jazirah NewsPaper Wednesday  05/05/2010 G Issue 13733
الاربعاء 21 جمادى الأول 1431   العدد  13733
 
فهد ردة الحارثي.. المسرحوي الواجهة
سعيد الدحية الزهراني

 

وأنت تتأمل تجربة متفردة، كتجربة المسرحي فهد ردة الحارثي، ستجد نفسك تنحني انحناءة كاملة تقديراً واحتراماً، ليس لتجربة فهد فقط، بل لأن فهد يحترم انتماءه واتجاهه كثقافة تعبر في حقيقتها عن ذات مخلصة وصادقة حين تنتمي إلى اتجاه أو شكل ثقافي معين.. وهذا هو المسرحي فهد ردة الحارثي المخلص بصدق لكل ما هو مسرح.. الأبعد من هذا كيف يتحول كل ما يتصل بفهد إلى مادة ممسرحة..

مدهش حد التأمل هذا التكوين لدى فهد الحارثي.. حين تجد أنه سخَّر كل طاقاته وملكاته من شعر وسرد وفنون.. بل وحتى تفاصيل العادي واليومي والتلقائي.. لتصبح كلها أدوات يؤثث عبرها همة المسرحي الأعلى..

من يتابع أعمال فهد الحارثي.. سيتيقن أنه أمام مشروع لمسرح عاش يتيماً أو هكذا أشبه ما يكون.. إلا من قلة من الأوفياء لانتماءاتهم وهوياتهم العميقة أمثال فهد.. الأجمل أن فهد عاش وفي تقديري أنه لن يتحول.. مؤمناً برسالة فكرية معرفية عالية.. إلا أنه اضطر إلى تقديمها عبر رمزية معينة.. لسبب بسيط وهو أن لديه مشروعا ورؤية حقيقية تتجاوز ممارسات الهواة وعاشقي الأضواء.. ولا يرد لها أن تتعثر أمام رواسب ما نعاني من جمود..

خلال الأعوام الماضية شرفنا بفهد ردة الحارثي في «الثقافية» كاتباً مميزاً.. وشرفتُ به شخصياً ضيفاً عبر حوار سأعتز به كثيراً.. كنتُ طيلة ذلك الحوار أسعى إلى تحقيق غاية مهنية صحفية.. لكنه كان أباً للمسرح ولفكره ومشروعه المسرحي الذي يخشى عليه كابن مدلل للغاية.. كنتُ أتحايل لأنقل فكره بصورة مباشرة.. وتوقفت عندما قالها هو بصورة أكثر وضوحاً.. لا تحرمني حلمي!!

أمس.. والطائف المأنوس.. يحتفي بفهد الحارثي ابناً واجهة.. ومثقفاً وجيهاً.. فهو يحتفي بمرحلة مسرحية مهمة في تاريخ المسرح السعودي.. ولي أن أقف تثميناً عميقاً لأصدقاء فهد في ورشة الطائف المسرحية.. هؤلاء هم فهد ردة الحارثي.. ولهم أقول: بحجم هذا الصنيع الثقافي الوطني الكبير.. شكراً..وقبل أن أختم.. فقط أتساءل: أين وزارة الثقافة والإعلام.. من هذا التكريم؟!!

***



Aldihaya2004@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد