Al Jazirah NewsPaper Thursday  06/05/2010 G Issue 13734
الخميس 22 جمادى الأول 1431   العدد  13734
 
الرياض بعد المطر!!
د. محمد أبو حمرا

 

بعد هطول الأمطار؛ امتلأت الشوارع. وصارت بحيرات. قيل إن هناك تصريف مياه؛ والتصريف يشمل كل الأحياء!! وكان نصيب حي الروضة من التصريف للسيول جيداً!!!

كنت كتبت عن شارع انكاس وسوئه؛ فاتصل بي مسئول كبير جداً بأمانة مدينة الرياض وقال: نحن عجّلنا لكم تصريف السيول؛ وما علم أن فتحات السيول في الشوارع مثل فتحة منخر الأرنب!! حتى اكتظت الشوارع بالماء وتحولت إلى أودية تحمل براميل القمامة وورق الأشجار!!

صارت المياه في شوارع الرياض تتعدى كل الحواجز الأسمنتية حتى خرجت عن مسارها.

الكباري «المغموتة» تذكرنا بحي غميتة حينما كان مملوءاً ببيوت الصفيح؛ فينقع الماء حتى يحاصر الصفيح؛ لكن أرضهم صحراء وجبلية فيفرون للمرتفعات!!

يقول أحد الشباب إنه رأى سيارة كبيرة تسبح في النفق المملوء ماءً في شارع العليا، وأنه أقفل أمام حركة السير لمدة يومين إلى أن تم تفريغه باستخدام الوايتات.

أرصفة ما بين الطريقين بشارع المطار الجميل، والتي تسمى جزيرة أصبح الأسمنت يتشقق وكأنه ليس اسمنتاً وحديداً بل طينا يغرقه الماء!!

سيارات ماتت في الكباري؛ وسلم من الموت ركابها من النساء والأطفال؛ وخرج النساء من نوافذ السيارات بعباءاتهن؛ وكانت إحدى كبيرات السن تدعو وتقول «كشف الله سترهم» ولم نفهم بقية كلامها.

عيون القطط في الشوارع نامت نوماً عميقاً تحت الطين؛ وسوف يتم تجديد نشاطها حتى تومض مرة أخرى!!

أصحاب السيارات التي غرقت لا يدرون ولا يعرفون من يقاضون نتيجة تلف سياراتهم التي استدانوها من البنوك المحلية!! فليس لهم الآن بعد أن تجف الأنفاق إلا الاستدانة مرة أخرى وتصليح ما يمكن تصليحه؛ وإلا فأصحاب التشليح ينتظرون جثث السيارات.

بعض المواطنين الذين سقط النخيل على سياراتهم؛ يقولون «إذا سلم العود فالحال يعود»!!

أصبح المرور هو الضحية لهذه الأخطاء!!! فهو في حيص بيص ولا يدري كيف يتصرف!!

أما الدفاع المدني فلم ينم جنوده؛ والجندي المسكين يلهث خلف كل غريق خوفاً من أن يغرق!!

جمال الرياض؛ أو لنقل ثوب العاصمة المزركش؛ فضحه المطر، فمتى ينتهي مطر الخريف؟



Abo_hamra@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد