Al Jazirah NewsPaper Thursday  06/05/2010 G Issue 13734
الخميس 22 جمادى الأول 1431   العدد  13734
 
أضواء
لماذا الآخرون أفضل منا؟!!
جاسر الجاسر

 

في جدة كانت «مقبرة» القويزة.. وفي الرياض أصبح للسيارات مقبرة يسميها المواطنون بمقبرة غرناطة..!

لا فرق بين الرياض وجدة رغم اختلاف أرقام الضحايا وسوء التخطيط في جدة، وكون الأمطار قد هطلت على جدة قبل خمسة أشهر، والمفترض أن تكون المدن الأخرى ومنها الرياض قد استفادت مما حصل هناك وعالجت القصور في خدماتها، وتفقدت الجسور والأنفاق ومسارات السيول وكل ما يرتبط بالأمطار. إلا أن كل الذي حصل مقالات نقدية في الصحف. وبعد فضح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الجهات المسؤولة عن مأساة جدة، أخذ الجميع يتكلم والكل اكتسب الشجاعة وأخذ يسطر المقالات, وفعلاً حرك حديث الملك النفوس والهمم ورفع الغطاء عن الفاسدين الذين أخذوا يتساقطون، ويحاكم البعض منهم الآن أمام ديوان المظالم، والآخرون ما زالوا يخضعون للتحقيق وإن طالت مدة التحقيق هذه..!!

رغم كل ما حدث تكررت القصة في الرياض، وإن جاءت بصورة أقل، إلا أن (غرناطة الرياض) ذكرت ب(قويزة جدة)، وأنفاق الرياض التي أغلقتها المياه وغرقت السيارات في بعضها، ووفاة شخصين وثالث لا يزال مفقوداً، جميعها ظواهر وشواهد تؤكد بأن هناك جهات ومسؤولين وموظفين لم يؤدوا واجبهم على ما يرام، وأن هناك تقصيراً فضحته الأمطار.. وأن هناك مشروعات نُفذت بصورة غير سليمة، وأن هناك من استلم هذه المشروعات ولم يتأكد من صلاحيتها تماماً. وكل هذا يعد قصوراً وتقصيراً وخيانة لأمانة الوظيفة، وهو ما يجب أن يحاسبوا عليه وهكذا الفساد ينمو دون أن ينقطع دابره.

الأمطار التي هطلت على الرياض لم تستمر أكثر من ساعة، وفي بعض الأحياء لم تكمل نصف الساعة، ومع هذا غرقت الرياض، فكيف سيكون الأمر لو استمر الأمر أكثر من أربع ساعات كما حصل في جدة، كما أنه كيف ستكون أوضاع المدن السعودية لو تعرضت لهطول الأمطار لساعات النهار ولساعات الليل بكامله، كما يحصل في دول شرق آسيا التي تتعرض مدنها للأمطار ساعات طوال وبعدها يخرج الناس إلى شوارعها التي لم تتأثر بالأمطار سوى أنها أصبحت أكثر نظافة..!!

لماذا لا تكون مدننا وشوارعنا مثل تلك الدول، هل لديهم إمكانيات أفضل مما عندنا، أم أن مهندسيهم أحسن، أو أن ذمة مقاوليهم والمسؤولين الذين يستلمون المشروعات منهم أكثر مقاومة للفساد..؟!



jaser@al-jazirah.com.sa

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد