Al Jazirah NewsPaper Thursday  06/05/2010 G Issue 13734
الخميس 22 جمادى الأول 1431   العدد  13734
 
لما هو آت
الرياض, تقرأ اللغة...
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

الآن، ورياضنا تشمر عن ساقيها اتقاء السيل، وتكشف عن رأسها استقبالا للمطر., وتلقم الراجفين، ممن مسهم الغبار, طعم الحذر، وتسقي العطاشى لماء اليقين، الآن، ورياضنا تأخذ فوق روضتها مَشْرَفا، تلقي تحية الرضاء برحمة الله، تلوح للمختبئين في متاهات العتمات بالخروج، تقول هذه الرياض: إن ثمة ما في الغبار، من لغة، ليقرؤوها على ملأ ذواتهم، في مخابئ خلجاتهم، وقد غدا الزائر, ليس العابر, بل المستوطن مفارق الطرق، والتواءات المفازات، وفجاءة الموعد،.. تقول: إن في لغته ما يُنصب في وضح البرق، وما يُكسر عند منحدر الطمي، وما يُرفع عند دفع الدعاء ي.., تُصاعده في سمائها، يمتزج بالسحابة تُقل، وبالريح تئزِّ، وبالرعد يوقِظ،...

الآن، الرياض على موعد مع لغة الغبار والماء.., لغة التوقع والبهجة، لغة اليقين والخوف.., والفلكيون يعزون غبارها تارة للحروب، وأخرى للطبيعة في خلقها، والمنعطفات البيئية والطبيعية ترفع عن مواعيدها الستار، غير أن الإنسان لا يقرأ مفاصل اللغة، ولا تورياتها في بلاغة الغبار والماء، ومنهج السحاب والمطر، وأسلوب السماء والثرى، تلك التي جُعلت في لوح محفوظ.. يقف عند غيبه البشر، يتساءلون، لا يدري متى يقتحمه طمي السيل، ولا يقرأ مواعيد الغابر، ولا يدرك كنه النقاط في رعدة الرعد، ووميض البرق، يجتهد في قراءات السدم المعتمة حين تنقشع عن فضائه ضحكته النورانية، لتحتله...

الآن، الرياض يتكلم غبارها، وهو يمتزج بقطرها.. بينما تلجأ العصافير للمخابئ وإن كانت زوايا النوافذ، وتحمل الأيدي سدادت المنافذ، و»يسبح الرعد بحمده تعالى، والملائكة من خيفته»،..

الرياض.. المطر، يباب الصحراء، ندى النفوس...

تقرأ اللغة، تنفند نقاطها، تضع تحت حروفها دلالات حركاتها..,

لغة الغبار والماء

جُمَلا في قاموس القراءة....

الرياض الآن تقرأ اللغة..



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد