Al Jazirah NewsPaper Thursday  06/05/2010 G Issue 13734
الخميس 22 جمادى الأول 1431   العدد  13734
 
رفقاً أبناء آدم بحواء
حصه الزويد

 

قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}. شرع الله سبحانه وتعالى الزواج مودة ورحمة وسكنا بين الزوجين ليطمئن ويستقر كل منهما للآخر فالسكن هو الحماية والأمن والسلام والراحة. إن السكن قيمة معنوية وليس مادية ولأن السكن قيمة معنوية فإن الزوج يجب أن يدفع فيه أشياء معنوية وهو تبادل المودة والرحمة مع الزوجة لأن المودة والرحمة هما الأساس الذي يقوم عليه الزواج وبغياب هذا الأساس ينهار هذا السكن. الرحمة تحمل في طياتها عدة معان: فحرف الراء: مأخوذ من الرضا لذا يجب على المرء أن يرضى بقضاء الله وقدرة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس)رواه أحمد.. فالقناعة كنز لايفنى.. وحرف الحاء:من الحب فلاطعم للحياة إلا بالحب فعلا وليس قولا، والحب يعني التضحية لمن تحب؛ فعلى الزوجين أن يتفقدا الحب من فترة لأخرى حتى لايلتصق به شوائب تعكر صفو الحياة الزوجية. أماحرف الميم: فمأخوذ من المرونة فوجود المرونة في عش الزوجية مهم ليبقى هذا الزواج رمزا للحب والإخاء فإذا كان الزوج مهاجما تكون الزوجة مدافعة. وحرف الهاء:من الهدوء فوجود الهدوء والسكون والترتيب عنصر مهم للراحة النفسية ولكن هناك من الأزواج من انحرف عن مفهوم الزواج بكونه مودة ورحمة إلى معاملة جافة وكأنه تزوج تلك الفتاة ليعذبها معه بأفكاره المعقدة وأسلوبه القاسي الذي لايعرف عن الزواج إلا أن تكون له الزوجة كالخادمة يأمرها وينهاها لايجلس معها إلا إذا كان يشاهد الرائي أو ليتناول الطعام.

أما أصحابه فيقضي معهم الساعات الطوال. فمتى يجلس مع زوجتة؟! متى يخرج للتنزه معها ومع أولاده؟ البعض وللأسف يستخسر على شريكة حياته كلمة حانية أو شكر لعمل قامت به فيحتج بقوله: لماذا أشكرهاعلى عمل من واجباتها؟! عجبا لك أيها الزوج إن من لايشكر الناس لايشكر الله، إن تلك الكلمات الدافئة الحانية التي تعبر عن الحب ليست نقصاً في الرجولة بل هي تقربك من شريكة حياتك أكثر والكلمة الطيبة صدقة فالكلمة الطيبة ثوابها ثواب الصدقة تطيب بها قلوب الآخرين وتصلح بين المتخاصمين فهي دواء فعال للقضاء على الخلافات بين الناس؛ فالدين المعاملة. أيها الزوج: زوجتك تحتاج للجلوس معك أكثر من انشغالك بأي عمل آخر أو جلوسك مع أصحابك من أجل أن تعرف ماتحبه وماتكرهه، مايرضيك وما يغضبك، لأن كل منكما تربى في بيئة مختلفة، فيجب على كل منكما فهم طبيعة الآخر فإن بعض الأزواج وللأسف لايعرف شيئا عن زوجته وهي لاتعرف شيئا عنه ؟ أتمنى من الزوجين أن يكون لديهما ساعة في كل أسبوع جلسة للتفاهم والحوار والبوح عن مايكنه أحد الزوجين للآخر بجو هادئ بعيد عن الضوضاء للتحدث عن سوء تفاهم حصل خلال الأسبوع فالمرأة إذا واجهت مشكلة تحتاج إلى من يسمع لها ويفهم مشاعرها، أما الرجل عندما يواجه مشكلة يفكر بالحل بدون أن يشكو لأحد فقد يكون السبب بأن مخ الرجل أكبر حجما من مخ المرأة. فيجب علينا أن نقضي على المشاكل منذ ولادتها ولاننتظرها حتى تكبر وتكبر فنعجزعن حلها. فأتمنى أن تكون هناك دورات للمقبلين على الزواج لايتم العقد إلا بها كما أن الفحص قبل الزواج لايتم العقد إلا به فالفحص لايقل أهمية عن الدورات فقد ساهمت تلك الدورات بعلاج العديد من الخلافات الزوجية بفضل الله. أين أنتم أبناء آدم عن هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم في تعامله مع زوجاته وعدله بينهم، كان يحمل هم الدين والأمة فهل لدينا أكبر من همه.

كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يحتسب الأجر في لقمة يضعها في فم زوجته. اقرأوا عن سيرة الحبيب الكريم وتعامله مع زوجاته أمهات المؤمنين. إن هناك من الأزواج من يقارن زوجته بمذيعة أو فنانة عبر شاشة الفضائيات! عجباً لك أيها الزوج تقارن زوجتك العفيفة الطاهرة بساقطة أصبحت سلعة في أيدي عباد الدرهم والدينار الفاسقين؟! أنا لا أنكر أن هناك من الزوجات من لاتحسن معاملة الزوج من قلة الاهتمام من ناحية التجمل للزوج ولكن بإمكانك أن تلفت نظرها وتحدثها بأسلوب راقٍ وجميل أو تذهب بها للتسوق وتشتري لها هدية ولا أعتقد أن ترفض طلبه فكل الأمور تحل بالمعاملة الحسنة واللباقة، وكما أن الزوجة يجب أن تتجمل لزوجها كذلك الزوج يجب أن يتجمل لزوجته فقد دخل على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رجل أشعث أغبر ومعه امرأته وهي تقول: (لا أنا ولا هذا) لاتريده، لا أنا ولا هذا، مالسبب ياترى؟! فعرف أمير المؤمنين كراهية المرأة لزوجها فأرسل الزوج ليستحم ويأخذ من شعر رأسه ويقلم أظافره فلما حضر أمره أن يتقدم من زوجته فاستغربته ونفرت منه ثم عرفته فقبلت به ورجعت عن دعواها - أي رجعت عن طلب الطلاق - فقال عمر - رضي الله عنه-: (وهكذا فاصنعوا لهن فوالله إنهن ليحببن أن تتزينوا لهن كما تحبون أن يتزينوا لكم) عذرا أبناء آدم ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (رفقا بالقوارير) فرفقا أبناء آدم بحواء فإن وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة. شكراً لكل حواء تعامل آدم بما يرضي الله ورسوله وتراقب الله في آدم فهو أمانة بين يديها. وشكرا لكل آدم يعامل حواء بما يرضي الله ورسوله ويراقب الله في حواء فهي أمانة بين يديه.

الرياض


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد