Al Jazirah NewsPaper Friday  14/05/2010 G Issue 13742
الجمعة 30 جمادى الأول 1431   العدد  13742
 
ولا تنسوا الفضل بينكم
عبدالوهاب بن عبدالله الغامدي

 

حينما يوفق الله بين الرجل والمرأة بالزواج ومن ثم يختلفا على شي ما، ويحصل بينهما الطلاق الذي يعد من أبغض الحلال ولكنه لم يُحرم لأنه قد يحتاجه الرجل وكذلك المرأة في بعض الأمور كعدم التفاهم والتأقلم مع بعضهما البعض فجعل الله الطلاق مخرجا لهما ويسرا عليهما، وبعد الطلاق يكون الوضع على أحوال، إما أنه لا يكون هناك إنجاب فلا مشكلة هنا، فإن كلاً من الزوجين يذهب حيث قدر الله له، والأمر الآخر هو أن يحصل إنجاب فهنا تكمن المشكلة، حيث يصير هذا الطفل الضحية فيبدأ الرجل أو المرأة في رفع قضية لكسب الحضانة ويبدأ كلا من الزوجين بفرد عضلاته حتى يبين للقاضي أنه هو الذي على حق وإن كان ما يقول الأب أو الأم غير صحيح، والأشد استغرابا إذا كانت مدة ارتباطهما ببعض كانت من أمدا بعيدا، وكتابتي لهذا الموضوع لما رأيت في أروقة المحاكم وسأذكر مثالا أشد به أزر ماكتبت آنفا، حيث إنني كنت أشاهد ذلك وأرى بأم عيني في بعض القضايا التي تعرض علي عرضا والآخر منها كنت جزءا فيها، فرأيت ما لا يخطر على قلب بشر، ففي يوم من الأيام اتصل بي شخص وأخبرني بأنه سبق له الزواج من (قريبة) له وأنهما انفصلا لأسباب، وبدأ بذكرها وكنت أتمنى أنني لم أسمع تلك الأسباب التي تجعل الرأس يشيب والعقل يفقد توازنه والسمع يعلن صممه بما سمع، فبادرته بسؤال، كم استمر زواجكما؟ فقال مجيبا: (سبع سنوات) فقلت له: صبرت هذه المدة كاملة وتأتي الآن لتقول ماقلت؟! فكان جوابه -عذرا أقبح من ذنب- أنه الآن مطلق ويخاف على ولده منها ومن تصرفاتها، فاستغربت من كلامه. وعلمت أنها تصفية حسابات بينهما.

وخلاصة القول في هذا الموضوع إنه على الإنسان أن لا ينسى الفضل والمعروف الذي بينه وبينها. وأن يذكرها وتذكره بخير، حيث إن كلا منهما سيغنيه الله من فضله حيث تكفل الله بذلك، وقد أوصاهما الله عزّ وجلّ بأن لا ينسوا الفضل بينهم ففي سورة البقرة يقول الله تعالى: {وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} ووفقتم لكل خير.





 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد