بعد حضوري لمؤتمر شهداء الواجب وواجب المجتمع شعرت بتقصيري والكثيرين مثلي، ورأيت كما أنه ينبغي أن يُخدم ذوو الشهداء بما يكفل لهم حياة كريمة في جميع النواحي. ومما لا شك فيه أن خادم الحرمين وإخوانه - حفظهم الله - سيوفرون لهم حياة رغيدة يحلم بها الكثير من الناس، وليس هناك أدل مما قالته زوجة الشهيد فهد العليان: «والشكر موصول إلى سيدي وزير الداخلية سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز ونائبه على ما نلاقيه من رعاية وخدمات تفوق الوصف»، ثم قالت: «وتلك الرعاية الأبوية من سمو أمير منطقة القصيم - حفظه الله - وما يقدمه من خدمات نقف عاجزين عن شكرها أو تقديرها، وكذلك ما يقدمه لابنتي وتكفله بها منذ اليوم الأول الذي رأت فيه النور، وتعهده بها مدى الحياة».
لكني أرى أن الوقاية للحفاظ على أرواح جنودنا البواسل بألا تذهب ضحية جهل وتطرف بعض المغرر بهم من إخوانهم المسلمين وأهل ملتهم، وذلك بأن تُفرض محاضرة عامة في جميع الجامعات، ويفرض على جميع الطلاب والطالبات سماعها، سواء كان ذلك في وقت واحد إن كان هناك إمكانية، أو يُكلَّف بعض العلماء في كل جامعة من الجامعات الحكومية والأهلية بإلقاء محاضرة موحدة، على أن يكون الملقي أهل لإجابة التساؤلات والرد عليها، فلا يبقى طالب ولا طالبة إلا وقد سمعها، ويؤخذ حضورهم بتوقيعات، وكذلك الحال في المدارس الثانوية والحكومية والأهلية بوصفها مرحلة أولى، بأن يكلف من العلماء والعالمات من يدورون على المدارس الثانوية في كل مناطق المملكة بدءاً بالرياض، وأن يجمع الطلاب أو الطالبات في مكان يسعهم، فإن لم يوجد يكون الأمر بالتناوب، فيجمع أربعة فصول ثم أربعة، وهكذا حتى ينتهي جميع طلاب المدارس، وأن يركز على هذه المسألة فقط: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} (93) سورة النساء.
وحديث أسامة بن زيد - رضي الله تعالى عنه - قال: «بعثنا رسول الله في سرية، يعني لقتال الكفار، فأدركتُ رجلاً، فقال: لا إله إلا الله، فطعنته، فوقع في نفسي من ذلك، فذكرته للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أقال لا إله إلا الله، وقتلته؟ قال: قلت يا رسول الله، إنما قالها خوفا من السلاح. قال: «أفلا شققت عن قلبه، حتى تعلم أقالها أم لا؟»، فما زال يكررها عليّ حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ. قال رجل: ألم يقل الله وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله، فقال سعد: قد قاتلنا حتى لا تكون فتنة، وأنت وأصحابك تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة - يقصد الخوارج -. أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الإيمان، باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال: لا إله إلا الله 1-141 ح (143).
كما أنني أتمنى أن يكون هناك من الجهات العليا توجيه بعدم تزامن المؤتمرات التي تهم المجتمع؛ فمثلاً: شهداء الواجب وواجب المجتمع تزامن مع التطرف الفكري وفكر التطرف مع الحسبة؛ فكانت في أسبوع واحد؛ فإن في هذا إجهادا لمن أراد حضورها جميعها، وقد يستحيل عليه ذلك، ولو كان كل واحد منها في أسبوع لكان الحضور إليه أكثر.
فكل هذه المؤتمرات مهمة جداً لجميع شرائح المجتمع؛ ولذلك أقترح أيضاً: أن تكلف وسائل الإعلام بإعادة بثها على أهم القنوات في أوقات مختلفة؛ حتى يتسنى للجميع متابعتها، وطبعا لن يراها ويتابعها سوى المهتمون، أما طلبة الجامعة والثانويات فليس من حل لهم سوى ما ذكرناه سابقاً.
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول رب العالمين.
وكيلة مركز دراسة الطالبات لشؤون القبول والتسجيل - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية