تكاثرت الظباء على خراش
فما يدري خراش ما يصيد!!
تقول العرب: كثرة المساس تبلد الإحساس!!
لقد فقدت هذه التخفيضات التي غطت ردهات الأسواق مصداقيتها!! فأصبحت لا تعار اهتماماً!! ومع موجة افتتاح الأسواق الكبيرة التي نفرح بها من حيث المبدأ.. إلا أننا أصبحنا لا ندري من نصدق؟! حيث تكبر التخفيضات ثم تكبر في سباق محموم بعض المرات إلى حد لا يصدق!! أو يصعب قبوله!!.
تخفيضات تصل إلى 50 %، إلى 70 %، إلى 85 % إلى.... وهكذا. وهي لا تعدو إما أن تكون على جزء يسير جداً من السلع!! أو هي صحيحة لكنها لسلعتين أو ثلاث وقد تم بيعها!! أو أنهم يضاعفون السعر (عدة مرات) على المشتري الضعيف فإذا أخذوا أرباحها أضعافاً مضاعفة.. باعوا البقية برأس مالها!! وسموها تخفيضات كدعاية للتخفيضات أو (الكذبات) القادمة!! أو يعلنون أن التخفيضات 75 % مثلاً والبقية مخفضة (إن صح تسميتها تخفيضات)!! ل 20 % أو 15 % فقط!! أو يعلنون عن تخفيضات معينة لكنهم يخفون في ثناياها كلمة هي المعمول والمعتمد!! والمواطن يتساءل متى تضع وزارة التجارة ضوابط معينة لدعايات التخفيضات؟!؟ هل تعجز أن تنظر ماذا عملت ال (200) دولة حول العالم وما هي آلية ضبط مثل هذه الدعايات!!.
إن الضحايا عادة هم النساء والأطفال والأيتام والأرامل والمساكين والفقراء.. والله سبحانه وتعالى يقول: {وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ} قال العلماء هم النساء والصبيان.. ومن لا يحسن التصرف بالمال!! ولا شك أن في النساء من هي أكثر حصافة وتجربة من الرجال!! ولكن العبرة بالأعم والأغلب!!
أذكر في مقابلة مع (الراجحي)، و(السبيعي) أنهم يعزون سبب تجارتهم للصدق الصدق الصدق.. فهذه الوصية الكبرى لديهم!! وهذا مصداق قوله صلى الله عليه وسلم: (البيعان بالخيار ما لم يتفرقا: فإن صدقا وبينا، بورك لهما ببيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما)أ.هـ.
قال العلماء: قوله محقت بركة بيعهما.. فيه دليل على أنه ربما ربح في ظاهر الأمر.. لكن يلحقه محق البركة من حيث لا يعلم ككساد سلع أخرى، أو بلوى في ماله، أو مصيبة في ولده، أو جائحة في عروض تجارته أو...!!
دخلت ذات مرة محلاً فإذا التخفيضات 80%!! قلت والله إني مستح منكم، أن أشتري أخاف ما تربحون!! قلتُ إذا أين مكسبكم؟! قال لا تخاف (حنا أبخص)!! وهكذا كل أبخص ! وأتيت لمحل آخر فقال السلعة (بكذا) لكن على شانك بكذا قلت أنا مثلي مثل الناس كلهم (آكل الطعام وأمشي في الأسواق)!! هذا دليل على نية الغش المبطنة!! ودخلت محلاً آخر فقال: هذه السلعة التي سألت أنا عنها آخر حبة!! قلت إذا سأتركها أخاف يجي واحد محتاج لها!!! فقال: (لكان شو ها الحكي!!؟) قلت: النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه!!) فأنا والله خايف يجي واحد محتاجها!!!.
هذه ومضة من ألوان الخدع والاحتياجات ورفع السلع المبالغ فيه... حتى ترى أن أصحاب الأسواق خارج المملكة يستغربون منك إذا طالبت بالتنزيل.. ولسان حالهم (نحن لم نرفع القيمة حتى نحتاج إلى تنزيلها)!! خصوصاً إذا لم يعرفوا أنك خليجي!! لأن الخليجي في الخارج له سعر خاص (سعر ملكي)!!.
وفي الختام أذكر نفسي وإخواني بقوله صلى الله عليه وسلم (أيما جسم نبت على السحت فالنار أولى به) والمواطن الكريم ينتظر قريباً إن شاء الله مع هذه التخفيضات المتوالية أن يرى دعايات كبيرة تفيد بأن السلع أصبحت مجاناً ولله الحمد!!!!.
والسؤال الذي ينقدح بالذهن هو هل من حق أصحاب هذه المحلات التلاعب بمشاعر المواطنين؟!!
عشمي كبير في المسؤولين عن تنظيم هذه الأمور أن يضعوا لها الأنظمة الرسمية المرتبة المنظمة.. وهم أهل لذلك إن شاء الله.
رياض الخبراء