Al Jazirah NewsPaper Friday  14/05/2010 G Issue 13742
الجمعة 30 جمادى الأول 1431   العدد  13742
 
المعلم والهيبة المسلوبة
عبدالكريم بن عبدالله الخلف *

 

لا يكاد يمر أسبوع حتى لا أبالغ إلا ونقرأ فيه من خلال صحافتنا الورقية أو الإلكترونية خبراً عن تعدٍ على معلم سواء أكان هذا التعدي جماعياً من قبل مجموعة من الطلاب أو من الطالب وولي أمره أو من الطالب وحده.

لا أدري أشعر دائماً بالغثيان حين قراءتي لمثل هذه الأخبار المزعجة والتصرفات غير الأخلاقية والتي تستدعي وقفة جادة وحازمة من لدن أصحاب القرار للوقوف بحزم تجاه هذه التصرفات الرعناء والتي لربما جرأتها هشاشة الأنظمة التي تحيط بمثل هذه القضايا والتعليمات والتعاميم التي أملنا كبير وكبير جداً في معالي وزير التربية والتعليم في الإبقاء على ما بقي للمعلم من هيبة أتت عليها تعليمات مجحفة.

ولقد حاولت جاهداً البحث في الأسباب التي مهدت لمثل أولئك وجعلتهم يقدمون على أفعالهم الرعناء فرأيت أن فيها:

1- عدم وجود آلية رادعة تحد من مثل هذه التصرفات وتقيم للمعلم وزنه ودوره.

2 - الثقافة المحيطة بالطالب المؤججة له (لا تسكت خذ حقك بيدك).

3 - المستوى التعليمي للأبوين وعدم غرس مكانة العلم والمدرسة في نفوس الأبناء.

4 - ألعاب البلاي ستيشن وغيرها من الألعاب الإلكترونية التي تقوم على الضرب والاقتتال والسرقات و و.. هذه في نظري بعض الأسباب التي أعتقد أن لها كبير الأثر في ذلك.

لقد كان المعلم فيما مضى هو المربي والموجه والمعلم في المدرسة وحتى خارج أسوارها وله من المكانة والهيبة ما يجعل الطالب يطأطئ رأسه خجلاً واحتراماً وهيبة من معلمه، وكانت ثقافة (لنا اللحم ولك العظم) هي السائدة في ذلك الفترة - وإن كنت غير مؤيد لهذا المفهوم - إلا أنه له دلالة واضحة على الثقة والمكانة التي يوليها الآباء للمعلمين.

وفي بعض القرى نجد أن المعلم هو الخطيب والإمام وعاقد الأنكحة والمصلح والداعية والمعلم أيضاً.

نعم هناك أخطاء من بعض المعلمين ولا ندعي العصمة لأحد، ولكنها لا تقارن بحجم ما نقرأه في مثل هذا لأيام بصفة مستمرة من الطلاب أنفسهم.

والأشد والأنكى حينما يأتي أحدهم وقد تقلد زيه الرسمي ليدخل إلى المدرسة وأمام مرأى من الطلاب والمعلمين ليتعدى على المعلم بمصاحبة ابنه ليشج رأسه وسط ذهول من الجميع.

إنني هنا أدعو إلى أن تتم معاقبة مثل أولئك من قبل مراجعهم وإيقافهم عند حدودهم حيث يعتقد الواحد منهم وهو يرتدي هذا الزي أنه يمارس سلطته.

قلت هذا بعدما كثرت مثله هذه الأحداث وتكررت وهي مؤشر خطير ودليل على تدني مستوى الأخلاق عند بعض شبابنا - هداهم الله - مما يستدعي الانتباه لهذا الأمر وإعادة الهيبة المسلوبة لمعلمينا الفضلاء.

يبقى أنني لست معلماً ولا أعمل في محيط التعليم ولكنني أرى أنه من الواجب علي كولي أمر أن أنبه المسؤولين إلى هذا وأن يتداعى الجميع إلى تدارك هذا الأمر والحد منه وردع كل من تسول له نفسه الإساءة إلى مربي الأجيال.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*بريدة


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد