Al Jazirah NewsPaper Friday  14/05/2010 G Issue 13742
الجمعة 30 جمادى الأول 1431   العدد  13742
 
هنيئاً للسياحة برئيسها
د. حامد بن مالح الشمري

 

بعد أن استمعت للمحاضرة القيمة التي ألقاها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في رحاب جامعة جازان يوم الاثنين الموافق 12-5-1431هـ أحببت المشاركة بهذه الأسطر إعجاباً بفكر المحاضر وتقديرا لرؤيته وجهوده وتطلعاته وتطرقه لكل صغيرة وكبيرة تتعلق بهموم ومستقبل السياحة في بلادنا، حتى أنني لم أجد للمداخلة والاستفسار اللتان حضرتهما حول موضوع المحاضرة مكانا بعد أن استمعت لما تطرق إليه سموه والذي شمل بحديثه جوانب عدة أجابت على العديد من التساؤلات والاستفسارات.

ما أسعدني أن سمو الأمير سلطان لم يكن يتناول الموضوع بشكل نظري تقليدي بل كان الطرح منطلق من رؤية شديدة الوضوح ومقرونة بتجارب وآليات عمل دقيقة وواضحة تستحق وبحق تضافر وتكامل الجهود الأخرى مع هيئة السياحة لتحقق إن شاء الله تنمية سياحية داخلية يستفيد من دخولها الوطن والمواطن، والمستمع يدرك أن الرجل ملم إلمام شامل ويعرف أين تقف السياحة الآن وماذا تحقق وما لم يتحقق وما هو الهدف الذي يسعى إليه وكيف يصل إلى هدفه وكيف تسعى الهيئة إلى تنمية السياحة على مستوى الفرد والمزارع والاستراحات الريفية وأصحاب الحرف والمشغولات الشعبية سعيا لإيجاد مورد مالي لأصحابها، كان سموه يتحدث بالتفصيل في كل نقطة ويشرح ماذا تم بشأنها ومن هي الجهات التي نسقت الهيئة معها حيال هذا الجانب أو ذاك، وما هي «الاختراقات» -كما أسماها سموه- أو الإنجازات التي تحققت مع مختلف الأجهزة الحكومية والخاصة سعياً لتطوير السياحة بمفهومها الشامل.

إن الفكر التنموي والسياحي المتوازن الذي يسعى الأمير سلطان بن سلمان لتحقيقه انطلاقا من توجيهات ولاة الأمر بحاجة شديدة للتفاعل من كافة الإدارات الحكومية وعلى رأسها الأمانات والبلديات والطرق والنقل وغيرها من الجهات الحكومية ذات الصلة المباشرة بأعمال الهيئة لتوفير البنية التحتية للسياحة وأيضاً بحاجة إلى تفاعل وتجاوب المؤسسات الخاصة ورجال الأعمال فاليد الواحدة لا تصفق مهما كان قوتها.

ندرك أن هذا الملف الحيوي الهام فرضه واقع ارتفاع الطلب على السياحة الخارجية وما يصرفه السائح السعودي من مبالغ طائلة وزيادة ثقافة المجتمع ومتطلباته وتطلعاته للسياحة الداخلية عطفاً على ما تمتلكه بلادنا من مواقع ومزايا طبيعية تجعل منها بيئة سياحية جيدة وجاذبة متى تم استغلالها بشكل مناسب، كما ندرك أن الهيئة قامت بالعديد من الخطوات الطيبة والمهمة منها؛ العمل على دعم المحافظة على مختلف أشكال التراث بمناطق المملكة لا سيما وأنه أول ما يتبادل لذهن السائح عند زيارته لأي منطقة التعرف على تراثها وموروثها الشعبي والجميع يتطلع إلى أن يتم إبلاء هذا الجانب المزيد من الاهتمام والدعم لما يمثله من ركيزة أساسية في منظومة السياحة، تعمل أيضا الهيئة نحو الرفع من مستوى الخدمات السياحية على كافة الصعد وهذا ما يحرص عليه السائح؛ لاشك أن ما قامت به الهيئة من تصنيف الشقق والفنادق من الأمور المهمة والطيبة ولكنها بحاجة حقيقية لتفعيل ميداني من خلال تكثيف الزيارات الميدانية بهدف المتابعة والرقابة والتقييم والمعالجة ونأمل أن نرى قريباً الفنادق والوحدات السكنية في كافة مدن ومحافظات المملكة تتمتع بمستوى نظافة وعناية واحدة مهما كانت درجة التصنيف واختلاف الأسعار التي تنتمي لها هذه الوحدة أو تلك وهو ما أشار له سموه في ثنايا حديثه أنه لا يزال دون المأمول، كما نأمل أن يتحقق للسائح الرضا الكامل حيال ما يتحصل عليه من خدمات سياحية مقابل ما يدفعه من مبالغ مالية وهذا لن يتحقق إلا من خلال توفر حزمة من الإجراءات والضوابط والتنسيق والتعاون مع المستثمرين وتعزيز الثقافة السياحية على كافة المستويات بمفهومها وبعدها التنموي والاقتصادي والأمني.

حقاً إنها فرصة جيدة أن يقود هذا الجهاز والذي يمثل شريط تنموي هام ورافد اقتصادي لا يستهان به، رجل طموح يحمل هذا الفكر النيّر والاطلاع الواسع والتجارب العملية الثرية ومستفيدا وموظفاً كافة الإمكانيات البشرية والفنية بشكل إيجابي لخلق بيئة عمل محفزة ومنتجة.



Riyadms2@yahoo.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد