Al Jazirah NewsPaper Saturday  15/05/2010 G Issue 13743
السبت 01 جمادىالآخرة 1431   العدد  13743
 
مشهور النعمان.. كيف أرثيك؟
سليمان بن محمد العيسى

 

.. أخي مشهور..

في لحظات النوبة القلبية التي داهمتك.. كنت أقف إلى جوارك وقد أفجعني ما أصابك.. وكنت ومعي كل زملائك وأنت في ساحة العمل المخلص تؤدي مسؤوليتك بكل التفاني الذي عُرف عنك.. كنا جميعاً ندعو الله أن تتجاوز تلك اللحظات الحرجة بسلام.. ولكن أمر الله نفذ ودنت ساعة المنية لتلقى وجه ربك وأنت على رأس عملك.. ولا راد لقضائه ومشيئته..

.. أخي مشهور..

كنت قلباً نقياً صافياً من كل شوائب الدنيا التي يتصارع فيها الناس بين محب وكاره.. كنت وجهاً مضيئاً.. بخلقك الجم.. ونبلك الواضح.. وحبك الوارف.. كنت حفياً بهياً بكل من عرفته وتعاملت معه.. كنت لساناً رطباً وكلمة راقية.. وسلوكاً ندياً.. على وجهك ابتسامة نقيَّة تعكس ما يحمله قلبك المضيء بالحب لكل الناس..

.. أخي مشهور..

يعلم الله.. كم أحزنني رحيلك.. وقد كنت أرى فيك أمثولة الصديق الوفي.. والحبيب الندي.. وكنت أرى فيك شباب الصلاح والاستقامة والسلوك السوي.. ويعلم الله.. كم افتقد برحيلك.. حبيباً غالياً جمعتني به الكثير من المناسبات الرسمية والشخصية.. فلمست فيه صدق التعامل.. وأريحية الود.. ونقاء السريرة.. كنت كبيراً بخلقك.. أريحياً في تعاملك.. وفياً في مشاعرك.

.. أخي مشهور..

سأفتقدك كثيراً.. وسيفتقدك محبوك الكثر.. وأنت الحريص على التواصل.. تزرع في ساحات دروبك ورود الصفاء.. وتقتلع جذور الجفاء والتباعد..

سأفتقد حماسك الرائع.. وإخلاصك المتقد في كل المهام التي كنت تتولاها في المراسم الملكية.. وتترك في كل مهمة نجاحاً مشهوداً.. هو قدوة لغيرك.. خدمت وطنك بكل التفاني ما أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك أجراً ومثوبة..

.. أخي مشهور..

لئن رحلت.. عن هذه الدنيا الفانية.. لكنك باق في قلوبنا ما حيينا.. بذكراك العطرة.. وسيرتك المحمودة.. ومشاعرك الندية التي كنت تنثرها بيننا وأنت البهي خلقاً والحفي تعاملاً.

.. أخي مشهور..

رحيلك يملأ صدورنا حزناً.. على فراقك.. والفجيعة الباكية لأمك الصابرة.. ولزوجتك المحتسبة.. ولبنيك وابنتك وأختيك الباكيتين.. أسأل الله أن ينزل السكينة في قلوبهم وأن يجمّلهم بصبر الاحتساب، فقد كنت ابناً باراً وأباً مثالياً وراعياً أميناً لأسرتك.. لكن بشراهم قول الحق عزَّ وجلَّ (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ).

.. أخي مشهور..

رحمك الله.. وأسبغ عليك عفوه ومغفرته.. وأسكنك فسيح جنته.. وألهمنا جميعاً عزاء الصبر وجميل السلوان. آمين.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد