Al Jazirah NewsPaper Friday  04/06/2010 G Issue 13763
الجمعة 21 جمادىالآخرة 1431   العدد  13763
 
مسؤولية
يوميات المبتعثين (ملتقى العنف)
ناهد سعيد باشطح

 

فاصلة:

(ظلم يرتكب بحق شخص واحد هو خطر على الجميع) - حكمة لاتينية-

- حكمة لاتينية -

حضرت وشاركت بورقة عمل في ملتقى العنف الأسري التثقيفي الذي نظمته الملحقية الثقافية السعودية وإدارة الأندية السعودية نهاية مايو الماضي في أكاديمية الملك فهد بلندن.

يحسب للملتقى أنها المرة الأولى التي يجتمع فيها تحت سقف واحد نخبة من الخبراء والتربويين والقانونيين والمختصين في العنف الأسري وخبراء صحة المرأة، وأنه قدم أكثر من ورشة عمل مجانية للطلاب والطالبات لإكسابهم مهارات الحوار والتواصل الأسري وإدارة الغضب.

الملتقى بدعم من سفير المملكة المتحدة سمو الأمير نواف بن محمد.

وقد لفت في كلمته التي ألقاها إلى أهمية علاج المعنفين فضلا عن رعاية الضحايا.

وهي نقطة هامة لأننا للأسف في اهتمامنا بقضية العنف الأسري لا نهتم بدراسة سيكولوجية المعنفين أنفسهم او بعقابهم، فالزوج أو الأب او الأخ يعنف المرأة في المنزل والإجراء الذي يمارس هو إلحاق المرأة بدار الحماية الأسرية بينما من الأفضل إبعاد المتسبب بالعنف عن البيئة المنزلية لتصبح آمنة للعيش بسلام.

والمفترض إن كان الرجل المعنف مريضا نفسيا يعالج، وإن كان متعديا بالعنف يعاقب بالعقوبة المناسبة التي يسنها القانون،وهذا يدعونا إلى العمل بجدية نحو سن قانون الأحوال الشخصية الذي ينظم الحقوق ويكفلها في الأسرة بدلا من أن تظل المشاكل الأسرية رهينة للأحكام القضائية التي وإن اجتهد القاضي في حكمه الا أن بعض القضاة لدينا لا يعطون فرصة للمرأة أن تعبر عن رأيها أو حتى تعرض الوثائق التي لديها وبالتالي يؤثر ذلك على الحكم في القضية.

وفي الملتقى لفت نظري حرص أوراق العمل المتعلقة بدور الملحقية والسفارة والأندية السعودية كانت حريصة أن تعطي المعلومات الصحيحة لأي طالب وطالبة من السعودية لاتخاذ الخطوات المناسبة في حال مواجهة أي مشكلة أسرية.

والنقطة التي أعتبرها خطيرة أن الطالبة التي تشتكي زوجها إلى الشرطة بسبب تعنيفه لها حتى وإن تنازلت فيما بعد فإن السلطات البريطانية لا تتنازل عن الحق العام والمتضرر هو الأطفال حيث تأخذهم عنوة الرعاية الاجتماعية لتضعهم في أسر أخرى لأن أسرتهم الأصلية غير صالحة لتربيتهم، وفي هذا ظلم للأطفال حيث يفارقون والديهم وأخوانهم.

وهي نقطة تحتاج فعلا إلى توعية الأسر السعودية المقيمة في بريطانيا ويحمد للملتقى أنه تضمن ورقة عمل لمسئول العنف الأسري في الشرطة البريطانية.

الملتقى هي الخطوة التوعوية الأولى، وأتمنى ألا نتوقف باتجاه انتظار ملتقى ثان أتمنى أن تكون لدى السفارة من خلال رعاية شؤون الرعايا إستراتيجية دائمة للوقاية من العنف الأسري ومكافحته فضحاياه فضلا عن معاناتهم فهم طاقات عمل معطلة عن المشاركة في المجتمع.



nahedsb@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد