Al Jazirah NewsPaper Friday  04/06/2010 G Issue 13763
الجمعة 21 جمادىالآخرة 1431   العدد  13763
 
جولة في مدريد أو (مجريط) كما تُسمى عربياً..!
لم يبق من آثار المسلمين إلا «السور القديم»

 

مدريد - سعد حمد العباد

مدريد أو (مجريط) كما كانت تُسمى عربياً والتي تعني منبع أو مجرى المياه.. أسسها العرب في القرن التاسع الميلادي.. وللأسف لم يبق من الآثار الإسلامية في هذه المدينة إلا القليل مثل بقايا السور القديم.

ولكن دعني عزيزي القارئ آخذك في جولة سياحية سريعة للتعرف على هذه المدينة ذات الطابع المميز والعجيب بما تحويه من روائع ومعالم بارزة تستحق الزيارة.. فهي مدينة الفن والجمال والآثار والقصور والحدائق.. والمطاعم والمقاهي المتناثرة في شوارعها.

سنبدأ جولتنا بزيارة المركز الثقافي الإسلامي.. هذا الصرح الشامخ بمنارته في مدريد الذي افتتح في عام 1992م وتبرع بإنشائه الملك فهد -رحمه الله-.. ويضم المركز المدرسة السعودية والمسجد الجامع ومكتبة كبيرة.. بالإضافة إلى صالة احتفال كبيرة تقام فيها أنشطة ثقافية ودينية وملتقيات للحوار على جميع المستويات، كان آخرها مؤتمر ابن خلدون، ومؤتمر القدس (مدينة السلام).

والآن سنتجه إلى وسط المدينة.. وسنجد في طريقنا واحدة من أهم حلبات مصارعة الثيران التي تشتهر بها إسبانيا.. ويأتيها السياح من كل مكان.

ثم نواصل السير عبر بوابة القلعة (Alcala) التي تُعتبر من أهم معالم مدريد، فقد بنيت عام (1777م) لتكون البوابة الشرقية لمدريد.. وبعدها تقابلك ساحة سبيلس (Cibeles) التي تتوسطها نافورة رائعة، وبجوارها مبنى البريد الذي بُني عام (1917م)، وبداخله متحف لتاريخ البريد والتلغراف.. وأصبحنا الآن بقرب بوابة الشمس.. (puerta del sol).. وهي الساحة التي تتوسط مدينة مدريد القديمة.. وهي من أهم مناطق التسوق في مدريد وبها مطاعم رائعة تقدم وجبة ال (pallea) اللذيذة ذات الأصل العربي (البقية).. ويمكن معرفة هذه الساحة بمجرد رؤيتك رمز المدريديين، وهو دب يقف تحت شجرة.. وبالقرب منها الساحة الكبرى (Plaza Mayor) التي يتوسطها نصب الملك فيليب الثالث على جواده والمحاطة بمبنى يطل منه أكثر من 400 شرفة تستخدم لمشاهدة الأحداث والاحتفالات وبها أيضاً الكثير من المطاعم والمقاهي المتناثرة في أرجائها، بالإضافة لبعض الفنانين الذين يقومون برسم السياح.

ونتجه إلى الشارع القريب والمشهور قران بيا (Gran via) الذي تجد السياح بكثرة فيه لما يحتويه من أسواق وفنادق وسينمات ومطاعم ومقاهٍ.. وفي آخر الشارع تجد ساحة إسبانيا الجميلة بخضرتها.. وترى حولها مبنيين ضخمين أحدهما على شكل طائرة منطلقة، والأخرى كانت تُعد أطول ناطحة سحاب عندما تم بناؤها (1957م).

وهناك عدة متاحف متنوعة في مدريد، مثل متحف الملكة صوفيا، المتحف الحربي، متحف الشمع، ومتحف (البرادو) الذي يُعتبر من المتاحف المشهورة في العالم.. ولضخامته لا بد أن تحدد الأعمال التي تود زيارتها قبل الزيارة.. ويضم هذا المتحف أعمالاً رائعة لفنانين عالميين أمثال غويا وبيكاسو.. ويوجد في مدريد قصور ملكية تُعتبر من أهم المعالم السياحية التي يفضل زيارتها.. وأجمل ما فيها أن معظم ملوك إسبانيا الذين سكنوا القصر قد وضعوا لمساتهم فيها.

فهناك القصر الملكي (Placio Real).. الذي يُعد أحد أجمل الاماكن التي تستحق الزيارة، فقد بُني على الطراز المعماري الإيطالي (1917م) ويحتوي على أكثر من (2000 غرفة).. ويمكن للزائر أن يأخذ جولة في ردهاته ومتحفه وحدائقه.

أما قصر الأسكوريال، فهو بحق شاهد على فخامة العصر الذهبي لإسبانيا فقد بُني في القرن السادس عشر ويتألف هذا البناء الضخم من (86 سلماً) وأكثر من (1200 باب) وما يقارب (2600 نافذة) ويحيط بالقصر حدائق رائعة ويبعد حوالي (60 كيلاً) عن مدريد.

والآن عزيزي القارئ ما رأيك أن نأخذ استراحة قليلة في أحد المنتزهات ثم نواصل الرحلة.. إذاً سنتجه إلى إحدى رئتي مدريد.. وهي حديقة ضخمة تُسمى الرتيرو (Retiro) التي تضم نباتات وأشجاراً عجيبة.. وهي في الأصل كانت منطقة استجمام الملك (فيليب السادس).. ويقام فيها الكثير من المهرجانات والمعارض وبها بحيرة كبيرة يمكن أن تمتطي قارباً بها وتستمتع بمشاهدة احتفالاتها.

وأخيراً.. سننهي رحلتنا في إحدى أهم المدن التاريخية المعروفة لنا والقريبة من مدريد.. والتي لا يمكن للسائح أن يغفلها وهو يزور مدريد، ألا وهي طليطلة (Toledo).. فهي قرية صغيرة تقع في جنوب مدريد بحوالي ثمانين كيلاً.. وتمتاز هذه التحفة التاريخية بموقعها على ضفاف نهر التاج.. وعند دخولك إليها تواجهك الأبنية والساحات ذات الطابع الإسلامي.. أما أهم معالمها، فهناك ساحة ثوكودوبير (سوق الدواب) والقصر وكتدرائية ضخمة تُعتبر مقراً لأسقف إسبانيا.. وأهم ما يلفت انتباهك فيها، القاعة البلورية التي علقت في خزائنها الشفافة ملابس ملوك العرب المسلمين المطرزة بالذهب، وبعبارة: (لا غالب إلا الله) على أردائها وحواشيها.. فهذه ملابس عبد الرحمن الناصر.. وهذا الحكم بن هشام.. وهذه لأبي عبد الله الصغير آخر ملوك الأندلس التي لا تملك وأنت تراها إلا أن تذرف دمعة.. وهيهات أن تحبسها..!



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد