Al Jazirah NewsPaper Sunday  06/06/2010 G Issue 13765
الأحد 23 جمادىالآخرة 1431   العدد  13765
 
رعاة حضارة المملكة وتاريخها

 

لكل أمة من الأمم رجالها ليس في القيادة وليس في الجاه والمال والأعمال فحسب، بل العلم، وإذا تحقق في بلادنا منجزات دينية وأمنية وصحية وتعليمية إلخ.... فإن ذلك مطلوب ومقدم، لكن الجانب الحضاري تاريخ المكان وتاريخ الإنسان على هذه الأرض الطاهرة الكريمة العزيزة شأن هام وأمر يمليه عليه ديننا؛ فلولا التاريخ لما عرفنا جوانب عظيمة عن تاريخ الإسلام ولما عرفت الأجيال كيف كان الحال وما آل إليه قبل وبعد توحيد هذه البلاد، هذه الأرض الشماء بنجدها الأبي وغربها العزيز وشرقها الخيِّر وشمالها العطر وجنوبها الشامخ، وهذه البلاد وحَّدها الملك عبد العزيز - رحمه الله -. إن كلمة (توحيد البلاد) تتألف من أحد عشر حرفاً لكنها حقيقة تتألف من جهود عظيمة مباركة لا يمكن عدّها وحصرها ولا يتصورها إلا من عايش فترة ما قبل التوحيد أو عاقل منصف مدرك قرأ التاريخ بمنظار يزن الأمور ويعرف مدى جهد الملك المؤسس في ضم هذه الأرجاء الواسعة المترامية الأطراف. إن مثل هذ العمل الفريد يقدّره المنصفون من الأباعد ويقدّرون حجمه، فالكلمات من السهل صفها ونظمها لكن تخيل الأفعال ووزنها على منطق التقدير يتطلب لها فكراً يقظاً نابهاً يقدّر ما ترمي إليه تلك الكلمات.

عندما يأتي إلينا سائح أو زائر ويجوب أطراف المملكة فإن أول ما تقرأ في ملامحه - بعد رحلته عبر ربوع البلاد - اندهاشه وتعجبه المحصور في سؤال هو: كيف تأتى لمؤسس هذه البلاد جمع شتاتها وجعلها لحمة واحدة. إن ذلك من أعظم الشواهد التي يقرؤها الناس في ملامح السياح الدالة على ما كان عليه مؤسس البلاد من حكمة وقوة في النفس قبل قوة المال والعتاد.

ولقد تبارى المؤرّخون وتنافسوا في تصوير وتقديم وإخراج هذا المنجز العظيم (منجز توحيد البلاد) ولسنا بصدد تقييم لما دوّنه وكتبه أولئك وإن كان ذلك مطلوباً من جهات الاختصاص تحليله وتفصيله، حيث إن هناك من صوّر في إيجاز وفي طرح مفيد وأعطى أجمل الصور في غير إسهاب ممل ولا في اختصار مخل ويبرز في هذا العهد الذهبي عهد خادم الحرمين الشريفين رجال ومؤسسات للتاريخ لا تقف فقط عند حدود تاريخ البلاد وإنما تمتد لتنصف المؤرّخين وتعتني بالورّاقين وتنشر كلمة الحضارة أولئك الأفذاذ ليسو في انتظار كلمة إشادة من مثلي فهم ليسوا ممن يبحث عن ذلك ورصيدهم من العلم والتضحية والتفاني في خدمة تاريخ هذا الوطن أعلى بكثير من أن ينتظروا إشادة من أحد، ولكن أن نقول للمحسن أحسنت وأن نشكر الناس على جهد بذلوه فلا ضير في ذلك.

إذن فلا ضير أن نحاول جاهدين أن نختار اسماً من قائمة عريضة وكبيرة رواد حملوا على عاتقهم خدمة تاريخ وحضارة هذه البلاد في عهدنا الحالي، فمن أولئك صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض ومن المؤسسات دارة الملك عبد العزيز ومكتبة الملك فهد - رحمه الله -. والأمير سلمان وفَّقه الله حمل هم التاريخ والمؤرّخين - وتاريخ هذه البلاد مدين لسموه بعطاءات تذكر لسموه فتشكر وهذا الدفء الذي يشعر به الورّاقون - المؤرّخون - في هذا الوقت من سموه يعد من أقوى الدعائم لسموه ذلك في تفهمه واستشعاره لهمومهم ومشاركتهم في فعاليات حضارية تاريخية.

عبد الله الرزقي


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد