مدارات - خاص
مستورة الأحمدي شاعرة محترفة تكتب بلغة خاصة وطريقة خاصة، شاركت في مسابقة «شاعر المليون» فقدمت الشعر الراقي ورحلت، كان لمدارات معها حوار شيق كحضورها فكانت شفافة كعادتها:
- مستورة كان لك وجود غير واضح بالساحة قبل دخولك «شاعر المليون»؟
لم أكن أهتم بالظهور ولا أسعى إليه.
خاصة والظهور المتواضع لم يكن يرضي طموحي للتواجد اللائق، والتواصل مع الإعلام ليس بالأمر اليسير على المرأة في مجتمعي المسكون بالريبة في كل تواصل بين ذكر وأنثى ومحاولاتي كسر الحاجز عن طريق النت لم تكن ناجحة لأن القناعة التي تسكن المجتمع تتسرب وتسيطر على طبيعة الرجل في تعامله مع المرأة وتجعله يتوقع الحصول على تنازلات مقابل ضوء لم يكن يهمني ولا أقبل التضحية من أجله ولو بضحكة لشخص لا يستحقها.
- هل مستورة لم تكن تقنع المحررين بالنشر لها أم أنها لم تعرف كيف تكسر حاجز النجومية؟
ومن كان يهمه الشعر كان يتواصل معي ويحظى بما يستحق من تقدير ويصل حرفي من خلاله فالنشر سبق تجربة المليون ولكن بتواضع شديد وتحت مظلة الاسم المستعار.
- هل عيدة قدمت للشاعرات فرصة المشاركة في البرنامج؟
أختي أم رعد تقدمت للبرنامج بعد تقدمي وكان تقدمي في جولة جدة 2008 يصحبه التعليق ب»أول شاعرة سعودية تتقدم للبرنامج» وهذا من أسعد المراكز التي حصلت عليها.
- وهل نجوميتها أصبحت ثقلا عليكن؟
أما تجربتها الناجحة فكانت أمر توقعه من يقرأ لها وجزمت به أنا وأعرف أن لو كتب الله لي فرصة التواجد قبلها سيوجه لها السؤال نفسه الآن وكذلك ريمية وغيرنا كثيرات يحتجن فقط لتسليط الضوء على قدراتهن في الشعر وفي مجالات عديدة.
أما نجومية عيدة فقد كانت أول فتح موثق للشعر النسائي على المعارضين ولم تكن عبئاً إلا على من ينكر وجود التفوق والنبوغ في شعر المرأة..كنت وما زلت أصفق وبحرارة لأم رعد.
- كيف قررت المشاركة في البرنامج؟
القرار كان كما ذكرت مبادرة لم أسبق لها فقد كان طاقم البرنامج في حيرة من أمره لأنه لم يسبق لغيري التقدم والمشاركة ولم يتوقعوها ويحسبوا حسابا لكيفيتها.
مجرد حصولي على الضوء الأخضر من مركز الضوء المشع لي وهم أهلي لم أتردد في التقدم للبرنامج في جولة جدة للعام قبل الماضي وتمت إجازة النص بالإجماع وكان ذلك كافيا لأشعر بالنجاح ثم تواجدت في قائمة المئة وخرجت من تصفية الـ48.
- قصائدك في بداية البرنامج لم تكن بقوة القصيدتين الأخريين؟
القصيدة في الجولات كانت كما ذكرت اللجنة ومن أطلع عليها بمستوى جعل الجميع يلومني على عدم ادخارها للمنافسة القصيدة الأولى كانت تحمل رسائل وتتناسب مع أول ظهور وقوة ما بعدها لا تعني ضعفها يكفيني من البرنامج أن وضع خط من ضوء تحت شعري ، وخروجي منه لرضا شبه عام ولله الحمد دخول به ومنه لأكبر من جائزة وتتويج.
- لكنك عندما قدمت شعرا جيدا خرجت وعندما خفتت ريمية استمرت؟
أما ما يخص ريمية وما تركه شعرها من انطباع أمر ليس لي حق الحديث فيه وعنه ولاشك أنها شاعرة لها خبرة وبعد نظر ساعدها على الثبات في منافسة لا تعتمد على الشعر فقط، والتصويت في البرنامج قدّم وأخر كثيرا ولا أدري سر مقارنة المرأة بالمرأة قط إذ لم تحدثني إلا عن عيدة من 48 اسم وريمية من عدد مماثل.
- هل كان لذكاء ريمية دور في استمرارها وخروجك؟
ريمية أميرة في بلاط صاحبة الجلالة ،والذكاء وحده لا يكفي ما لم يجد من يأخذ بيده والإعلام لديه حمية تفوق حمية المتذوق للشعر كيف وريمية جمعت جمهور الإعلام وجمهور الشعر في آن. أما أنا فجئت على استحياء من زاوية المحظور وتعلقت بإسدال النور أمام جماهير منها كثير لا يرحب بهذا الظهور..ومع ذلك حصدت من الرضا ما يملأني بالرضا والسعادة.
- لماذا لم يتم استدعاؤك لأمسيات الجنادرية؟
قدمت لي اللجنة النسائية بطاقة دعوة لحضور الافتتاح والأنشطة النسائية ومن هنا أجدها فرصة لشكر د. إقبال العرفج والاعتذار لأن فعاليات النشاط النسائي تزامن مع عودتي للتو من أبوظبي وموجة غبار شديدة في الأجواء سلمت صدري لأزمة تنفس ومع ذلك حاولت المغامرة وحضور بعض الأمسيات ولكن الطيران كان آخر من قال لا وبحزم علما أني كنت مشاركة بشكل رسمي العام الماضي.
- هل للعلاقات بمنظمات الأمسيات دور في التواجد؟
العلاقات للأسف تتحكم في كل شيء حتى في حصولك على الغذاء والدواء بسرعة أو بتيسير وأنا فاشلة جدا في صنع العلاقات واستمراريتها وليس لدي مبادئ توضح لي كيف ولست مقتنعة بحصولي على ما استحق بتقديم مالا يستحقه منظم أو وسيط
شعري جاهز وأنا قبله لمن يقدره ويسعى إليه ويعطيه حقه من الاهتمام والتقدير
- مستورة ما هي مشاريعك القادمة؟
بين يدي ديواني الشعري المقروء الأول في مراحله الختامية والذي تكفلت بطبعه ونشره هيئة أبوظبي للتراث والثقافة ممثلة في أكاديمية الشعر هذا الآن أهم ما أعزم على إتمامه وبعده ربما أباشر عمل موقع خاص بي.. ولو أن الحديث عن القادم ليس مجدٍ مع مسوفة مثلي لا تجيد التخطيط ولا تلتزم بالنوايا الكثيرة للتواجد اللائق بأشكال عديدة أهم ما يهمني ويحثني الآن هذا الجمهور الراقي والمخلص الذي يناديني بمحبة كلما سهيت عنه لأقبل عليه.