Al Jazirah NewsPaper Friday  18/06/2010 G Issue 13777
الجمعة 06 رجب 1431   العدد  13777
 
جديد جامعة الإمام في المعاهد
محمد بن صالح بن سليمان الخزيم

 

الملتقيات الدورية والاجتماعات المتخصصة ذات أثر إيجابي على مؤسساتها، ومن تلك ما تنظمه جامعة الإمام من لقاء لمديري المعاهد العلمية تتخلله تبادل التجارب ونقل الخبرات وبلورة الأفكار، فيدفع المسيرة التعليمية نحو الأمام.

وفي خلال التطور المعلوماتي والسباق التقني كان لقاء هذا العام يوافق تلكم الطفرة والقفزة التي تسير عليها مؤسساتنا التعليمية ضمن المشروع العملاق للملك عبدالله بتطوير التعليم.

فكان الاجتماع بديع في أفكاره، جديد في محتواه.

إنها خلاصة أفكار العاملين بها من تربويين وكوادر إدارية وجدوا التحفيز فأبدعوا ولا غرابة لأنه متى وجدت الأرضية الخصبة والعقول المتوقدة وهيئت الإمكانات المناسبة تحت أجواء هادئة أصبحت الأفكار حقائق والرؤى مسلمات.

وهذا ما وجدناه في مؤتمر مديري المعاهد العلمية الذي رعته أيادٍ ترفل بنشاط لا ينضب وإقدام لا يُحدّ، كله ينبع من قلب مسؤول الجامعة الأول الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل، الذي سخر جهده ونفسه لدفع عجلة الجامعة إلى الأمام بل يقفز بها قفزاً إلى مصاف الجامعات، لا أقول العربية بل العالمية لتكون رائدة في علومها وفنونها من غير مساومة على ثوابتها. ويشد من عضده صاحب الدم المتوقد الأستاذ الدكتور أحمد الدريويش وكيل الجامعة للمعاهد العلمية، فباستقبالهما كان اللقاء وبحضورهما كان الوفاء.

ومن جديد اللقاء ما يلي:

1 - في جلسة رأسها ربان المعاهد الدكتور أحمد الدريويش تم التأكيد على الأهداف المناط تحقيقها من مديري المعاهد، مع تفعيل دور المعهد برسائله للاستفادة من إمكاناته ومدخراته والتأكيد على تحقيق الأمن الفكري.

وهذا يعني أن المعهد في ميدانه فرع للجامعة يقوم بدورها ويحقق أهدافها. ويأتي هذا في فترة تعيش المعاهد طفرة يجب الاستفادة منها وتوظيفها خدمة للوطن وأهله.

-2 ومن ضمن الجلسات لقاءات تربوية وتعليمية أفصح محاضرها الدكتور عزام الشويعر عن الفرق بين المدير القيادي والإداري وما هو مناط بهما لتكوين مؤسسة تعليمية رائدة يأخذ بزمامها قيادي بارع.

وفي جانب آخر أبان عميد الجودة في لقائه عن المدخلات والمخرجات في المؤسسة التعليمية موضحاً كيفية التعامل مع هذا العنصر لإيجاد الطالب المتميز بفكره وعقله المتجدد بعطائه فيملأ حيزاً في مجتمعه.

-3 تفعيل وسائل التقنية الحديثة في قاعات الدراسة لما تؤديه من إشباع لرغبات الطلاب مع تقريب المادة العلمية بأسلوب شيق جذاب تحت إشراف معلمين وتربويين متخصصين ولا ننسى أن هذا البرنامج فيه الربط بين المادة العلمية والصورة الواقعية وفي هذا مواكبة مع مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام.

-4 بنظرة مستقبلية تكون مادة الفيزياء إحدى مواد المعاهد المنهجية لما تتطلبه الحياة من كوادر قادرة على محاكاة الواقع والتعايش معه مع الالتزام بثوابت المعاهد، وهذا يولد عقول جمعت بين العلوم النظرية والعلمية تمكّن الطالب من الالتحاق بالكليات العلمية كالطب والهندسة وغيرها، إلى جانب الكليات النظرية.

-5لما كان عرض التجارب ونقل الخبرات تنمي قدرات المسؤول فتتولد لديه ملكة يستطيع معها معالجة المواقف وتصحيح المفاهيم، وقد قيل: (العقول يلقح بعضها بعضاً)، فقد عقدت ورش عمل خلال اللقاء أضاءت طاولاتها كثيراً من المقترحات مع التبادل الأخوي للمواقف وحلولها. وهكذا تكتمل الرسالة التربوية والتعليمية وفق أسس وأهداف محددة.

-6 المعرض الأفيح المقام لأول مرة وقد ضرب أطنابه في الجامعة الأم يرمز إلى أنشطة المعاهد، قص شريطه معالي مدير الجامعة بيده الندية، تهدف منه الجامعة أن يعرض فيه الطالب جديد أفكاره، ويبرز عمل يده، كما أن المدرس يصور فيه إبداعاته، ويعبر فيه عن أهدافه، نواحيه مليئة بالصور الهادفة، والرسومات الفارهة ذات المعاني السامية، تعالج قضية، وتنمي مبدأ، وتحذر من فكر، وتصف موقف، وتكافح وسائل هدم المجتمع كالمخدرات وحوادث السيارات.

إن إقامته إحدى وسائل ترسيخ العلوم لما فيه من الربط الحسي بالمعنوي، إنه وسيلة تربية ناجحة وأحد وسائل حفظ التاريخ، زانه خطوط أيادي علماء أفذاذ تؤلف وتشرح لنا منها الصبر والفائدة. قال ابن الجوزي لابنه: (وليكن جلساؤك الكتب والنظر في سير السلف). وعلى ضوئه كان التوصية بفتح معرض في كل مؤسسة تعليمية.

-7 النوادي الصيفية ذات الطابع الاجتماعي جديدها ومدادها الاعتمادات المالية والمستلزمات الترفيهية الموازية للإقبال الكبير عليها في عام مضى إذ بها سدّ نقص قد يطرأ، مع رفع الطاقة الإشرافية ليتم في عامنا استقطاب أكبر عدد من الطلاب وحتى تتكون أرض خصبة يزاول الطالب فيها نشاطه بمختلف هواياته.

ومثل هذه النوادي المقامة بالمعاهد تحوي طاقات وكوادر مدربة وأيادي فاعلة حينما تراها في الميدان ترى خلية لا تهدأ، أيادي مترابطة، وأهداف متحدة، وأعمال متسارعة، رايتهم إصلاح أفراد المجتمع وخدمته وتنمية الحس الوطني لديهم.

وأخيراً فإن الاجتماعات التربوية واللقاءات المتخصصة إذا أعدّ لها الإعداد المتكامل برسم الأهداف ووضع الخطط وقبل ذلك استشراف الآراء والمقترحات ودرست على طاولة الاجتماعات تبلورت أفكارها وظهرت نتائجها في الميدان، فبارك الله في الجهود وحقق المأمول. فشكراً لمعالي المدير ومسؤولي الجامعة على جهودهم المباركة والله الموفق.

مدير المعهد العلمي في البكيرية


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد