Al Jazirah NewsPaper Friday  18/06/2010 G Issue 13777
الجمعة 06 رجب 1431   العدد  13777
 
مسد كول
شريف الأتربي

 

انتصف النهار، ولا تزال تتقلب في فراشها، تتنازعها أحلام اليقظة وكوابيس النوم، مدت يدها إلى جوارها والتقطت جوالها، وجدته مطفأَ، تعجبت! وأوصلته بشاحنه وارتاعت حين وجدت أكثر من 100 مسد كول تصفحتها بعناية مهملة رسائل الدعاية، جذب انتباهها وجود رقم جوال متكرر بشكل متسلسل، حاولت تذكر صاحب الرقم؛ فلم تسعفها ذاكرتها، اتخذت قراراً سريعاً وضغطت على زر الاتصال؛ فجاءها صوت زوجها المنفصلة عنه متلفهاً كأنه طفل تائه وجد أمه تبحث عنه؛ فاطمأن قلبها لعدم حدوث مكروه لأحد ذويها، وحدثته مستفسرة عن سبب تكرار اتصاله، حاول أن يصلح ما فسد بينهما رغم أنه هو الضحية إلا أن حبه الشديد لها يجعله دائماً هو الجاني، ووضعت الجوال جانباً، جاءها صوته منادياً مترجياً؛ رداً على استفساراته قامت من سريرها واتجهت صوب خزانة ملابسها؛ فقد كانت خطتها لنفسها أن تستيقظ مبكرة وتذهب إلى أمها، فتحت الخزانة فطالعها فستان زفافها في أحد أركان الخزانة وقد علته غبرة وكسته صفرة، رأته إلى جوارها ممسكاً بيدها يوم العرس، وتذكرت كيف ارتبطت به منذ صغرها، كان يمثل لها الحلم والخيال والعشق، تمنته زوجاً وحقق الله لها ما تمنت، كانت صغيرة تصغره بأكثر من عشر سنوات، ودخلت الجامعة وهناك تغيرت أحاسيسها، أحست أنها سُرقت فلم تعش مراهقتها ولا شبابها كما كانت تريد، وأخذت تقارن بينه وبين من هم في نفس سنها من زملاء الجامعة، لم تنجذب إلى أحدهم، فقط أرادت أن تلهو وتلعب، وهو لم يمانع، فقط طلب أن تراعي كونها زوجة، وهذا ما نسيته أو حاولت أن تتناساه، وبدأت في افتعال المشاجرات، لا تعرف سبباً لذلك، كل ما هنالك أنها تحس بسعادة حين تكون بمفردها، لا تحب تحمل المسؤولية وقد تحملتها مبكراً، أخبرته برغبتها في الانفصال؛ فصعق: أبعد كل هذا الحب تطلبين الانفصال؟ لم تجبه، فقط أصرت على طلبها، وحين رضخ وأرسل إليها ورقة الطلاق فرحت وبكت، وما لبثت أيام الجامعة أن مرت سريعة، حاولت أن تفعل شيئاً أو تنشئ مشروعاً، ولكن كل خططها باءت بالفشل، أرادت أن تعود إليه؛ فمنعها كبرياؤها وعزة نفسها، ومضت فيما خططت له؛ فهي تعلم أنه رهن إشارتها، وحين بلغها خبر زواجه بكت بشدة، وأخذت تمزق كتبها الجامعية.

مدارس الرياض للبنين والبنات


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد