Al Jazirah NewsPaper Friday  18/06/2010 G Issue 13777
الجمعة 06 رجب 1431   العدد  13777
 
تقرير الأداء يعتريه بعض الأخطاء
عبدالله سليمان النعام

 

يعاني الموظفون أشدّ المعاناة من معوقات الترقية، والتي تقف حائلاً أمام الإنجاز والنجاح. ومن هذه المعوقات تقييم الأداء الوظيفي الذي هو بيد شخص وحيد ألا وهو المدير المباشر، وعادة ما يكون هذا التقييم يعتمد في وقتنا الحاضر على رغبة المدير ومعاييره الشخصية دون الاكتراث بأهداف العمل الرئيسة، فقد يكون التقييم معول انتقام شخصي وأداة إذلال لتحقيق رغبات ليس لها علاقة مباشرة بأداء الوظيفة، ومن خلال ذلك يصبح تقرير الأداء أيضاً أداة هدم وإحباط للموظف المثالي إذا كانت علاقته بالمدير علاقة عادية لا يعتريها التزلف والدجل على حساب الأهداف الحقيقية لهذه الإدارة أو هذه المؤسسة والتي تدفع الثمن باهظاً في نهاية المطاف، وتعمل من خلال هذا المدير البسيط في طموح المؤسسة والكبير في تحقيق مصالحه الشخصية فشلاً ذريعاً نحو التقدم والتطوير. والأفضل أن يكون هناك تقويم أداء شهري مجدول، موضحاً فيه نسب الإنجاز وكيفية الأداء، وقياس القدرات، ومدى مواكبة الموظف للتطور والتطوير وظيفياً، وإحصائية رقمية توضح المهام والأعمال التي تم تأديتها في وقت قياسي، وعلاقة الموظف مع الموظفين والجمهور، وغير ذلك من المعايير التي لها علاقة مباشرة مع أعمال وأهداف الإدارة قريبة وبعيدة المدى، دون الاكتفاء بتقرير الأداء الحالي وجموده في كل النواحي ولا يواكب متطلبات العصر. وأود أن أوجز لبعض المديرين أن التقرير الحالي ليس العصا السحرية، وإنما وسيلة لتحسين الأداء اعتراها بعض الأخطاء، وعلينا وإياهم الاقتداء بالسلف الصالح والمخلصين من أبناء الوطن، والأمثلة كثيرة في نهج السلف الصالح للاقتداء، ومنها عندما بطش علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه - بأحد الكفار وأجهز عليه ليقتله، بصق هذا الكافر اللعين، فانصرف عنه علي، ودعا أحد الصحابة ليتولى ذلك. فعندما سئل عن ذلك قال علي - رضي الله عنه - إنني كنت أريد قتله لوجه الله تعالى، فلما بصق خفت أن يكون انتقاماً شخصياً فعدلت عن قتله.

وهناك مثال لشركة نموذجية، اعتاد موظف بهذه الشركة أن يجادل باستمرار مدير الشركة جدالاً شديد اللهجة في كل اجتماع أمام رؤساء الأقسام، ودائماً ما تكون الشحناء مستمراً بينهما، فعندما وصل رئيس مجلس الإدارة واجتمع بالموظفين ورؤساء الأقسام، أشاد مدير الشركة بهذا الموظف ونوّه بدوره الكبير في مجال العمل، وأعطاه شهادة شكر وتقييم عالي المستوى، مما حدا برئيس الشركة بإعطائه مكافأة مجزية. واستهجن رؤساء الأقسام والموظفون هذا المشهد، فأجابهم مدير الشركة بأن هذا الموظف المجادل دوماً يحقق من خلال عمله أهداف الشركة، فأعطيته ما يستحق دون النظر في علاقتنا الشخصية.

ومن خلال هذا الطرح أتمنى أن تكون آراؤنا وفق ما نشاهده على أرض الواقع دون الأخذ بعين الاعتبار آراء الآخرين، وذلك يكون في كل مجال سواء الوظيفي أو المجتمع وكافة المستويات. وبالله التوفيق.

حائل


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد