Al Jazirah NewsPaper Friday  18/06/2010 G Issue 13777
الجمعة 06 رجب 1431   العدد  13777
 
الأطفال والقنوات المخصصة لهم
سلمان القباع *

 

عملية الإصلاح وعملية تنشئة الأسرة لا تأتي إلا بمعطيات ومراقبة (من بعيد) من دون فرز وتقوية القوة الشخصية بمجرد أنني موجود!.. فأي عملية إصلاحية خصوصاً التربية (مجمل المقال) تأتي من بداية التكوين والفهم والإدراك لدى الطفل، فلا نتفاجأ من تصرف أطفالنا بسن السادسة أو العاشرة بل في بداية سن المراهقة في ظل عدم المبالاة من أولياء الأمور بما يتصرف الأبناء، ولماذا الأبناء أيضاً قاموا بهذا التصرف؟.

تساؤل نجده موجوداً في مخيلة أي توجه تربوي من قبل الآباء، تساؤل من قبل الأب، هناك أكثر من سبب رئيسي أدى إلا انحراف بعض الأولاد عن نهج الصراط المتبع والمعهود بالأعراف (التربوية) فنحن لا نريد أن يكون هناك التشدد غير المعقول ولا نريد أن يكون هناك تسيب واضح.

الإعلام وما يحتويه من عدة مواضيع ومقالات هي نابعة عن رؤية يراها الكاتب ويجسدها بمعلومات وحقائق ويكون همزة الوصل بين القارئ والأحداث المصاحبة في المجتمع.. وما دعاني للكتابة ليس للتواصل مع القلم ولكن التواصل مع ما نراه، هذه الرؤية قد تكون مقبولة وتجد الإحساس بذلك من الغير.

كل عملية توجيهية هي نابعة عن توافق الفكر مع المصلحة التي يرى كل مربٍ أنها موافقة ومُكملة للنجاح، قد تكون الحصانة الذاتية هي أهم ما يدفع الأب لعمله، وهي أهم ما يفتقده كثير من الأبناء.

لنأتي لأهم الأسباب في وقتنا الحالي، سبب موجود في كل منزل وهو الإعلام المرئي، خصوصاً القنوات الفضائية (المخصصة للأطفال)، نعم قنوات مخصصة للأطفال تعدت العشرات منها، ولكن ماذا يدور في هذه القنوات؟.

لهو وتمعن وانهماك أمام الشاشة، الأب والأم يجدون الأريحية عندما يجدون الطفل أمام الشاشة، (يزعمون) أن هذا الطفل وجد ما (يلهيه) عن أي تصرف من شغب ومن تصرفات أخرى، ولا يعلمون أن التصرفات تلك أتت من مشاهدة الطفل لهذه القنوات، نعم ونعيد هذه الجملة أن السبب لتصرف أبنائنا بتصرفات (غير معهودة) هي من سبب القنوات التي يزعم أصحابها أنها في مصلحة الأطفال، قنوات كثيرة مخصصة للأطفال ولكن أصبحت أخطر تربية للطفل!.

نعم ليشاهد الطفل التلفاز إذا كانت القنوات المعنية مجدولة ببرامج مخصصة للتربية الفعلية والتعليمية، أفلام الكرتون ومسلسلات الأطفال تواكب الطفل إذا كانت مفيدة، ولكن أنا شخصياً شاهدت مع أحد أبنائي في قناة مشهورة للأطفال، شاهدت بعضاً من الفقرات ولاحظت أن هناك مشاهد خطيرة تؤثر كثيراً بتصرفات الأبناء، هناك قنوات أطفال لا نجد فيها أياً من التصرفات آنفة الذكر وهي تساعد بكثير للفهم والتوعية الحقيقية.. فلنراقب ما تبثه هذه القنوات، مراقبة فعلية أو إبعادها والبحث عن ما يفيد من قنوات أخرى وملائمة ومساعدة لتنشئة الطفل وتوعية فكره.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد