Al Jazirah NewsPaper Saturday  19/06/2010 G Issue 13778
السبت 07 رجب 1431   العدد  13778
 

جداول
السعادة تبحث عن مدير..!
حمد بن عبد الله القاضي

 

شدني هذا العنوان الذي وضعته صحيفة (عكاظ) خبراً تصدر صفحتها الأخيرة قبل عدة أيام!.

أول ما طرأ بذهني وأنا أقرأ الخبر سؤال يقول: هل السعادة اسم سيدة أعمال تبحث عن مدير لأعمالها.. أم هي اسم شركة ومطلوب رجل يتولى الإشراف عليها؟!

لكن وجدت أن (السعادة) التي عناها الخبر هي التي يحمل لها البشر.. هي ما غيرها (السعادة)!..

مطمح كل إنسان في هذه الحياة.

ولنقرأ الخبر معاً ونتأمله معاً: (أعلنت منظمة (السعادة) البريطانية، التي تسعى إلى الحد من المادية وتحقيق السعادة في جميع مجالات الحياة، عن حاجتها إلى مدير. ونقلت صحيفة (التايمز) اللندنية عن المدير المؤسس لمركز الأداء الاقتصادي في كلية الاقتصاد في لندن ريتشارد لايارد: (إن الحركة من أجل السعادة قد أنشئت كردة فعل على فشل الثراء في تحقيق السعادة في الغرب). وقال: (نأمل أن تصبح حركة ضخمة تمتد إلى أبعد من حدودنا، وتضم أعضاء ملتزمين بمحاولة تحقيق المزيد من السعادة في كل مجالات الحياة، هذا ويبلغ مرتب مدير السعادة 120 ألف دولار في السنة، واشترط المؤسس على مدير السعادة أنه أولاً يؤمن بهذه الرسالة، وثانياً قناعته بتغيّر الثقافة بعيداً عن الشعور أن الهدف الأساسي في الحياة هو ما يمكنك الحصول عليه إلى الشعور بما يمكنك المساهمة به، وأخيراً يتعين على المدير أن يتمتع بمخيلة واسعة وبقدرات تنظيمية).

بعد قراءة الخبر السعيد قلت في نفسي: يكفي أن تكون مديراً لمنظمة اسمها (السعادة)؛ فهذا سيشعرك بالسعادة، وحسبك أنك ستدير (السعادة)، وتعمل على نشر مظلتها، والمثل يقول: (إذا رششت العطر على غيرك فلا بد أن تصيبك قطرات منه)، وثاني هاجس هجست به سؤال يقول: هل السعادة إدارة أو منظمة لها قوانين وبنود؛ حتى يمكن أن يقوم شخص على إدارتها؟!

بقي أخيراً أن أشير إلى أنه غاب عن مؤسس المركز الذي تتبعه (منظمة السعادة)، وهو يعدد شروط مَن يتولى هذه الوظيفة، غاب شرط: أن يكون هذا المدير (سعيداً).. لكن ربما خشي لو وضع هذا الشرط ألا يجد شخصاً في الوجود تنطبق عليه هذه السعادة إلا عدداً محدوداً، وهؤلاء لن يقبلوا بأي منصب دنيوي لزهدهم عن ملذات الحياة المادية ومناصبها حيث وجدوا سعادتهم الروحية الغامرة في متعة العبادة والركون إلى جنب الله، ولم يعطوا للدنيا من الاهتمام إلا ما يجعلهم يعيشون فيها بوصفهم مسافرين فيها لا مقيمين دائمين في رحابها.

بقي أن أقول: يقولون السعادة مثل القبلة لا يمكن أن تظفر بها إلا بمشاركة طرف آخر.

عشتم سعداء بالدنيا والآخرة.

-2- بين لذة العلم والنكاح..!

التقيت برجل كبير في قطاع مهم، وكان في ذات الوقت مزواجاً، سألته ما أخبار زيجاتك؟ فقال: (خلاص يا حمد أخذنا من جمَّارة الدنيا والحريم بنصيب). وأضاف: اتجهت إلى العلم والبحث ووجدت فيهما متعة كبيرة، وميزة هذه المتعة أنها لا تحتاج إلى قوة جسد، وقد صدق الإمام ابن القيّم: (اللذات نوعان حسية وأعلاها النكاح، ومعنوية وأعلاها العلم).

وصمتّ ولم أعلّق!!

-3- خسارة لا تعوَّض

بعض الكلمات يكون لها وقع كبير في نفسك، ليس لسحر حروفها أو جمال كلماتها.. ولكنها تلامس واقعك.. وتجسد حقيقة من حقائق الحياة.. قبل فترة قرأت لأحد الكتاب كلمة لا أزال أرددها: كلما افتقدت صديقاً، أو احتفظت بصديق..

(الصداقة كالفلوس: سهل أن تضيعها.. صعب جداً أن تحتفظ بها).

وهذا صحيح جداً.. فقط (الفلوس) يمكن تعويضها.. لكن الأصدقاء كالزجاج كسره لا يجبر.. والأصدقاء خسارتهم لا تعوض..!!

-4- آخر الجداول

للشاعر يحيى السماوي:

(كيف اقتحمت رباي وهي منيعة

ودخلت أحداقي وكهف تأملي

بالأمس حصّنتُ الفؤاد عن الهوى

وعن الجمال فكيف لم يتحمل)

فاكس 4565576

hamad.alkadi@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد