Al Jazirah NewsPaper Monday  21/06/2010 G Issue 13780
الأثنين 09 رجب 1431   العدد  13780
 
من القلب
أمريكا.. وجابولاني..!!
صالح رضا

 

قبل أن أتحدث عن كرة (جابولاني) المخادعة.. بودي التطرق إلى مزامير (الفوفوزولا) وهي ليست سوى موروث يهودي.. غرسه المستعمرون القدماء في هذا البلد امتداداً لمزمار داوود عليه السلام، حيث يعتقد غلاة اليهود بأن استمرار الزمر دون انقطاع فيه طرد للشياطين ونجاة من الكوارث!.

أما عن كرة (جابولاني) فتقول شركة «أديداس» تعليقاً عليها (لقد تم صنع هذه الكرة بتقنية جديدة تعطي الكرة قدرة أكبر على التحليق في الجو لفترة أطول مع إمكانية السيطرة عليها بشكل تام في ظل كل الظروف من خلال المناطق المجوفة في السطح الخارجي للكرة)، وأزيد على ذلك بأنها كرة مخادعة جداً لحراس المرمى.. لأن المسك بها يحتاج لوقت ليس بالقصير لتحديد مسارها وبالتالي ضعف تحكم الحراس بهذه الكرة الجابولانية.. والتي راح ضحيتها عدد من حراس المنتخبات المشاركة في المونديال.. ومنهم حراس منتخبات الجزائر شاوشي وإنجلترا جرين و باراغواي خوستو ونيجيريا اينياما والحسابة بتحسب.. فالهدف منها هو زيادة عدد الأهداف في مباريات المونديال تنفيذاً لأجندة أمريكية قديمة.

وهذه الحكاية من البداية.. فمنذ عدة عقود أنشأ بعض المهتمين الأمريكيين بكرة القدم عدة أندية لمزاولة كرة القدم أملاً في تقبل الشعب الأمريكي لها.. ومن ثم انتشار اللعبة في أنحاء الولايات الأمريكية برمتها.. ومن هؤلاء يبرز اسم كيسنجر وزير الخارجية الأمريكية الشهير عندما أنشأ هو وبعض النافذين نادياً لكرة القدم في نيويورك وأسموه كوزموس.. واستقدموا أشهر لاعبي العالم للعب في ذلك الوقت.. أمثال الجوهرة السوداء بيليه وغيرهم من نجوم ذلك العصر.. وإنما كانت المحصلة النهائية كانت غير مشجعة.. فمباريات كرة القدم في أمريكا على رغم وجود النجوم -آنذاك- لم تحظَ بالاهتمام الشعبي أو الحد الأدنى منه.

ثم بدأ دور الفيفا لحل مشكلة الحالة الأمريكية المستعصية بوساطة خبراء كرة القدم لديها.. فاستضافوا عدة بطولات لمنتخبات أولمبية وسنية في الولايات المتحدة الأمريكية لم يحالفها النجاح المؤمل.. ثم عملوا دراسة عن أسباب عدم اهتمام المواطن الأمريكي بكرة القدم.. ونتيجة الدراسة كانت مذهلة.. إذ توصلوا إلى الآتي:

- المواطن الأمريكي ليس لديه الوقت الكافي لمتابعة مباراة تمتد لتسعين دقيقة أو أكثر!!.

- اعتبر الأمريكيون أن اللعبة غير مثيرة.. فخلال تسعين دقيقة قد يخرج الفريقان المتباريان متعادلين سلبياً دون مشاهدة أية أهداف!!.

- إن مصدر الإثارة في المباريات هي الأهداف وكرة القدم قليلة الأهداف، فليست مثل السلة التي يعشقونها بجنون.. إذ تتوالى أهدافها ونقاطها حتى تكاد تبلغ المائة وتزيد لكل فريق وهنا مربط الفرس.. فالفيفا يريدون من كرة القدم أن تكون أكثر أهدافاً لتكون موقع رضا لأبناء العم سام.

- ومن ضمن علاج الحالة الأمريكية أقر الفيفا استضافة الولايات المتحدة لمونديال 94 لعل وعسى تتحرك مشاعر الأمريكيين نحو كرة القدم، وقد كان الحضور الجماهيري مذهلاً، ولكنه من أجل إنجاح بطولة في بلادهم وليس للتمتع بكرة القدم، وهذه حقيقة مواقف وطنية رأيناها تتكرر في مونديال ألمانيا 2006م.

- سعى الفيفا إلى أن جعل الكرة أقل وزناً وأكثر سرعة في الارتداد لعدم تمكن حراس المرمى من صدها.. عدلوا قوانين حالات التسلل حتى أصبح الشك يجير للمهاجم..

عملوا الكثير لرفع معدل الأهداف في المباراة الواحدة..

كل ذلك كان من أجل جذب المواطن الأمريكي لكرة القدم.. ولكنهم لم ينجحوا كلياً.. ومن لديه فكرة لاستقطاب اهتمام الأمريكيين بكرة القدم فليخاطب الفيفا.. وقد تقدم له كأس أو درع خاص أو شيك مغرٍ لتلك الفكرة.. وعلى سبيل الاقتراحات إلغاء حالات التسلل لزيادة عدد الأهداف وبالتالي إرضاء جمهور العم سام.

نبضة:

لأبي الطيب المتنبي

لَوْلا العُلى لم تجُبْ بي ما أجوبُ بهَا

وَجْنَاءُ حَرْفٌ وَلا جَرْداءُ قَيْدودُ

وَكَانَ أطيَبَ مِنْ سَيفي مُعانَقَةً

أشْبَاهُ رَوْنَقِهِ الغِيدُ الأمَاليدُ

لم يَترُكِ الدّهْرُ مِنْ قَلبي وَلا كبدي

شَيْئاً تُتَيّمُهُ عَينٌ وَلا جِيدُ

ما كُنتُ أحْسَبُني أحْيَا إلى زَمَنٍ

يُسِيءُ بي فيهِ الوغد وَهْوَ مَحْمُودُ



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد