Al Jazirah NewsPaper Monday  21/06/2010 G Issue 13780
الأثنين 09 رجب 1431   العدد  13780
 
عذاريب
المونديال وأجسام البغال!
عبد الله العجلان

 

لأن كرة القدم لم تعد كما كانت مجرد لعبة للتسلية والمتعة وقضاء وقت الفراغ وإنما أصبحت اليوم مهنةً وعلماً وإعلاماً وفناً وابتكاراً وإدارةً وحضارةً وثقافةً واستثماراً فمن البديهي أن يتغيّر محفلها المونديال ويتحول إلى مفهوم مختلف ولغة عالمية سائدة في سائر فنونه وأحداثه وأهدافه وأفراحه وأحزانه.

مونديال 2010م في جنوب إفريقيا قد لا يكون بمثل إثارة وسحر وإمتاع المونديالات السابقة لكنه بالتأكيد سيختلف عنها في كونه يحمل ملامح جديدة ومتطورة فيما يتعلق بالتدريب واختيار خطط وأساليب أداء أكثر فائدة وتناغماً مع واقع الكرة الراهن ومع ما تطلبه جماهير هذا البلد أو ذاك، حيث تكمن الرغبة والغاية والأهمية في انتصارات تجلب الأفراح والإنجازات وليس في أداء ممتع سيطمسه الزمن سريعاً ويحيله التاريخ إلى سلة المهملات.

الجديد في المونديال الحالي والأهم في تقديري هو الانقلاب على النظرية المعمول بها في العقدين الأخيرين وهي الاعتماد والاهتمام بجانب التكوين الجسماني لفرض القوة على المهارة الفردية والتكتيك الفني, الأمر الذي منح التفوق فيما مضى لمنتخبات إفريقيا, أما اليوم فالتدريب هو سيّد الموقف والإعداد البدني والنفسي عامل رئيسي لنجاح وبروز أي منتخب.. فرأينا كيف تفوّقت كرة أمريكا الجنوبية وكوريا واليابان مقابل تراجع منتخبات أوروبا وإفريقيا.

بقي أن أشير إلى أننا هنا مطالبون على مستوى اتحاد الكرة واللجان والأندية والمنتخبات والأفراد والمؤسسات وفي مجال الإعداد والتدريب والإدارة والتنظيم والإعلام والاستثمار والمنشآت بالاستفادة من المونديال في كثير مكوناته وتفاصيله وأحداثه وتدابيره ومدارسه حتى وصقورنا الخضر يغيبون عنه.

يهدمون القلعة بأقلامهم

ما المشكلة في أن يكون شخص ما عضو شرف في ناديين أو ثلاثة أو أربعة أو حتى في عشرات الأندية السعودية؟ وهل الدكتور علي الناقور هو الوحيد الذي يحمل صفة عضو شرف في ناديين هما الأهلي والهلال؟ ماذا عن آخرين في الأهلي لديهم عضوية شرف في أندية أخرى غير الهلال؟ و هل لو ذهب الناقور لناد آخر غير الهلال سيواجه نفس الحملة الموجهة ضده حالياً؟ ألم يكن منصور البلوي عضو شرف داعماً للنصر ويحضر اجتماعاته في الوقت الذي كان فيه رئيساً للاتحاد، ومثله خالد البلطان والأمير تركي بن ناصر وابنه الأمير فيصل وغيرهم كثير؟ في السياق ذاته لماذا كل هذا الاستنفار الموحّد والهجوم المتطابق توقيتاً ومضموناً ولغةً على طلب نادي الهلال استعارة اللاعب مالك معاذ بخطاب رسمي جاء رداً على رغبة إدارة الأهلي استعارة أحد لاعبي الهلال, وما العيب وما الخطأ في ذلك؟!

الأدهى من ذلك ولتأكيد أن الحملة غير مبررة وغير مقنعة ولا تستند على حقائق أو معلومات أو وقائع يمكن الاعتماد عليها والوثوق بها وبصحة ما جاء فيها نجد أن إدارة الأهلي المسؤولة والمعنية بهذا الأمر والمطلعة على الموضوع كاملاً لم يصدر منها أي اعتراض أو موقف ضد نادي الهلال, فهل هؤلاء يحبون الأهلي وحريصون على مصلحته أكثر من إدارته وأعضاء شرفه؟

هؤلاء بعبثهم وباهتمامهم بمصالحهم وأهدافهم الشخصية أكثر من أي شيء آخر، وبتخليهم عن آداب المهنة وأخلاقياتها يثبتون أن الإعلام الأهلاوي هو سبب تدهور الأهلي وضياع جهود محبيه وأحلام جماهيره.

قرار وزارة التعليم العالي إنشاء اتحاد رياضي للجامعات السعودية خطوة مهمة ومحفزة ليس فقط على صعيد القطاع الجامعي وإنما تشمل وتؤثّر إيجاباً على عموم الرياضة السعودية متى ما وجدت التعاون والتفاعل معها من قبل اللجنة الأولمبية.

إقرار لائحة أعضاء الشرف وتنظيم هيكلتها واعتماد القائمة الرسمية من الرئاسة العامة لرعاية الشباب عمل رائع وإنجاز طال انتظاره يسجل لرئيس الهيئة الشيخ علي الجميعة ونائبه فهد الجراد ولإدارة الطائي.

أتمنى أن لا نبالغ في مدح حكمنا خليل جلال والاحتفاء بمستوى أدائه في لقاء فرنسا والمكسيك الذي لم يكن صعباً قياساً بمجرياته والسيطرة شبه التامة للمنتخب المكسيكي.

في هذه الأثناء ولولا ما يكتب عنه هنا في (الجزيرة) فلا أحد يعرف أن هنالك حكم طائرة دولياً سعودياً اسمه عبد الله الخليفي يعد الأبرز حالياً على مستوى العالم وأدار منذ سنوات وما زال مطلوباً لقيادة أهم البطولات وأقوى المباريات والنهائيات العالمية كان آخرها الاستعانة به قبل أيام في الدوري العالمي للمنتخبات أبطال القارات للكرة الطائرة.

إذا لم يحسم موضوع المدرب جيريتس نهائياً فلن يكون لاستمراره أي قيمة على فريق الهلال.

تحركات إدارة النصر والانتهاء من التعاقدات في وقت مبكر منح جماهيره المزيد من الثقة بالإدارة والاطمئنان على مستقبل الفريق الأصفر.

إلى جانب العوامل الأخرى الخاصة بالأمن والتجهيزات والمنشآت العملاقة فإن تألق المنتخبات الآسيوية في مونديال جنوب إفريقيا سيمثّل دعماً قوياً لملف الأشقاء في قطر لاستضافة مونديال 2022م.

فرق شاسع بين الأرجنتين وبقية المنتخبات لكن هذا لا يعني ضمان حصولها على البطولة للمرة الثالثة في ظل عدم الاقتناع بالإمكانات المتواضعة لمارادونا المدرب وليس دييجو اللاعب الأسطورة.

سقط مصطفى الأغا في برنامج أصداء العالم وأفسد نجاحاته السابقة باستضافته لعدد من الفنانات واستخدامه لعبارات بعيدة عن الشأن الرياضي ولا علاقة لها بأحداث وأجواء المونديال.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد