السؤال أعلاه «كيف نسرع الاستفادة من التجارب التربوية المميزة لخدمة المجتمع؟» تسلل كسؤال، بعد سماع حديث وزير التربية والتعليم سمو الأمير فيصل بن عبدالله آل سعود، أثناء افتتاحه المعرض الأول للتجارب التربوية المميزة، حيث طالب سموه الكريم بتحويل التجارب التربوية التي شارك فيها عدد من منسوبي وزارة التربية والتعليم في المعرض الأول للتجارب التربوية إلى قيمة فعلية تضمن الإسهام في خدمة المجتمع، وتضمن الحقوق الفكرية والمادية لأصحابها. سمو الأمير وزير التربية لم يقف عند مطالبته للإسهام في خدمة المجتمع من خلال التجارب التربوية المميزة، بل صرح بأن مستقبل هذه التجارب لن يتوقف عند العرض، وأن الوزارة ستعمل على التطوير، ونوه إلى تكاملية المعارض التربوية مع برنامج موهبة. ثلاثية رائعة من سموه «خدمة المجتمع - تطوير الأفكار - تكاملها مع موهبة» وهذا ما أتمنى أن يكون فعلا، وكم أتمنى أن يكون للمعلم وساما خاصا به «المعلم المبدع» «المعلم المفكر» ليتيح له الانخراط في دورات وبرامج من خلال مؤسسة رعاية الموهبة والإبداع وبرامج وزارة التربية. الحديث عن إبداع المعلمين قليل وإن عرض شيء منه، إلا أنه يعرض بما يقلل من شأنه، وحديث سموه الكريم سيغير من هذا الوضع وبكل تفاؤل سيحصل المستحيل إن شاء الله تعالى على يدي سموه، لكل المعلمين المبدعين ولكل المعلمات المبدعات. تبقى إجابة السؤال الكبير: كيف نسرع الاستفادة من التجارب التربوية لخدمة المجتمع؟ والجواب من خلال ثلاثية حديث سموه، وهنا أقول: خدمة المجتمع هدف الانجاز الأهم، والتطوير الخطوة التكميلية ورعاية برامج موهبة الداعم الدائم. وبعد حديث سموه أقول: إن خدمة المجتمع تحتاج إلى إدارة تعنى بالتفكير كيف نحول كل فكرة وتجربة إلى منتج يخدم المجتمع؟ وهذا يتطلب حشد العقول من أجل تجسيد الخدمة على أرض الواقع، ولا أظن أن مساحة مقال قادرة على توضيح كيفية ذلك بشكل كامل، ولكنها إشارات فقط. أما التطوير فيحتاج لإخضاع التجارب لمزيد من التقصي والمراقبة والتجديد وهذا يحتاج إلى متابعة دقيقة لكل تجربة، وقبل هذا وذاك يحتاج إلى رجال يعملون من خلال إدارة معنية بالابتكار والاستعانة بالباحثين، وليس فقط من خلال إدارة معنية بجمع التجارب، وليس فقط من خلال إدارة معنية بإجازة المشاريع دون نسق علمي متكامل، بدأ بالبحث ومرورا بالتجريب وانتهاء بأخذ أراء المستفيدين والمطبقين للتجربة، عبر آليات واضحة غير تقليدية. أما خطوة موهبة، فهذا حلم كبير، وآن الأوان أن نسمع عن أعداد المعلمين والمعلمات في برامج موهبة، نريد أن نسمع عن دورات لكل معلم موهوب ولكل معلم مفكر ولكل معلم يجرب التجارب، ولكل معلم لديه فكرة يريد التحليق بها في عالم التربية والتعليم، وأعتقد أن الدور ليس لموهبة فقط، بل ولوزارة التربية والتعليم، فهل تلتفت لكل المعلمين والمعلمات الموهوبين والمبدعين، لتصنع منهم الفرق؟ هذا هو توجيه الوزير، والأيام القادمة ستوضح كيف تحدث الوزير وكيف سيطبق ما تحدث عنه، التفاؤل كبير بهذا الأمير، لاسيما وأن حديثه غير مألوف. أول خطوات آلية ما سبق هو أن يتبنى المسؤول عن التجارب والمشاريع التربوية بناء موقع إلكتروني، مخصص لجمع التجارب بطريقة غير تقليدية، وبأسلوب يسهم في حفظ حقوق المعلمين والمبتكرين كما قال سموه في أول لقاء للتجارب المميزة. وأقترح أن يبدأ جمع التجارب منطلقا من المدرسة، فبعد إنشاء الموقع الخاص بالأفكار والابتكارات التربوية، تطالب الوزارة مديري المدارس برفع أي فكرة من أي معلم، أياً كانت ثم تعرض على متخصصين بالابتكار من خلال الموقع أو بعد مرورها في روابط الموقع، ثم تشرع الوزارة بإتاحة الفرصة للتجريب ومراقبة التجربة عن بعد وعن قرب، منذ بداية العام، بل ويمكن أن يتاح ذلك في عودة المعلمين، ثم تعرض في المعرض القادم بعد اكتمالها، هذا ما أتمناه، لأن الكثير من مديري المدارس يتمنعون عن الاستجابة لأفكار المعلمين والمعلمات. رعاية المعلمين المبدعين والمعلمات المبدعات، كتبت عنه عددا من المقالات، وبعد هذا التصريح أتوقع أنني لن أحتاج للكتابة عن الطلب، بل عن الآلية فقط، لفرز الأفكار واستعراضها ولاستعراض المبدعين في ميدان التربية والتعليم وتقديم الخدمة لهم بشكل مختلف عن سابق الأوقات، وها هي الآلية بشكل مبدئي، فمن يصفق معي؟!