مع قرب نهاية العام الدراسي الذي نعيشه الآن، ومع الحراك المتواجد للمعلمين والمعلمات في المدارس بالامتحانات، إلا أن هناك بعضاً من الملحوظات. سبق وأن تطرقنا إلى موضوع المعلمة في عدة مقالات عبر صحيفة الجزيرة، مقالات تتمحور حول المعلمة والتقاعد مابين المبكر وإعطائها نصف الراتب بعد مرور عشرين سنة على الخدمة وإعطاء الفرصة للمعلمات (المستجدات) أو بمعنى أصح القاطنات في البيوت ينتظرن أي فرصة. ويتساءل الكثير عن التقاعد للمرأة وفتح المجال للمعلمات (بجيل متغير عن الجيل السابق).. وهو واقع محاكٍ للوضع التعليمي لدينا، فغالبية المعلمات المتواجدات أمضوا أكثر من 25 سنة في الحقل التعليمي، وهن متواجدات ولا نعلم هل هي رغبة للمعلمة بذلك أم النظام التقاعدي له كلمة في ذلك؟، وهناك أيضاً المعلمات في المدارس الأهلية وهضم حقوقهن بين الراتب والإجازات، وكما نعلم أن المعلمة في المدارس الأهلية تنتهي علاقتهن في المدارس الأهلية خصوصاً (علاقة) الراتب عند انتهاء المرحلة الدراسية أي الإجازات سواءً إجازة نصف العام أو إجازة الصيف الطويلة، فمع قلة الراتب الذي لا يتجاوز (2500) ريال نجد أن هناك إيقاف الراتب ولا يوجد للمعلمة في المدارس الأهلية أي ميزة سواءً من إجازات أو مكافآت أو علاوة.. علاقة المعلمة في المدارس الأهلية تكمن في الفصل فقط من دون أي حماية، إن المعلمة لا نعلم ما هي الأسباب الحقيقية لإعطائها أجراً شهرياً قليلاً، هل هو لقلة المردود المادي للمنشأة التعليمية التي تعمل بها؟. هل هي السياسة التعليمية التي تتخذها المنشأة (الكسب المادي فقط) من الأجر السنوي من الطلاب والطالبات؟ مع أن حكومتنا الرشيدة أولت كل اهتمامها بدعم التعليم، بل دعمت المدارس الأهلية بدعم مالي لملاك المدارس ولكن..؟ اليوم لدينا قضية تتكرر سنوياً وهي المعلمة في المراحل الأولية (الابتدائية) وكما تعلمون أن هناك مرحلة (التقييم) للأبناء والبنات ولا توجد أي امتحانات، تقييم يعتمد على المستوى الشهري على ثلاث مراحل للفصل وعلى ضوئها يتم التقييم وهي خطوة وجدت التأييد من الغير، المشكلة ليست هنا ولكن في المعلمة وتواجدها في المدرسة بعد انتهاء الدراسة كموسم كامل، نعلم أن الطلاب والطالبات في المرحلة الابتدائية (تبدأ إجازتهم السنوية) قبل المرحلة المتوسطة والثانوية بأسبوعين تقريباً، المعلمة ما سبب تواجدها في المدرسة بعد انتهاء الموسم الدراسي؟ المعلمة لا تمانع بتاتاً تواجدها (من إشراف ورقابة) كاستعانة من المدراس الأخرى بالمرحلة المتوسطة والثانوية كتكليف رسمي لمساعدة زميلاتها في المراحل الأخرى، ولكن هناك معلمات لم يجدن أي تكليف أو مهام ومتواجدات في المدارس من غير أي عمل (مجرد نقاشات في أمور عائلية وإفطار يومي أومناقشات حياتية ليس إلا) ذهاب الساعة السابعة أو الثامنة والعودة مع أذان الظهر تقريباً، مجرد تواجد ليس إلا من غير أي مبرر ومن غير أي عمل رسمي !! العملية بدأت تتكرر سنوياً ولا نعلم ما هي الأسباب، ما ذنب هؤلاء المعلمات بتواجدهن يومياً من غير عمل؟ لماذا لا يكون هناك تكليف أو مهام أخرى لكي تقضي على الفراغ بتواجدها اليومي في المدرسة؟ ولا تقف النقطة إلى هذا الحد بتواجدها، إنما تستمر بذلك لمدة شهر كامل من دون وجود أي طالبة!! إما يتم التكليف للمعلمات في المرحلة الأولية أو فك ارتباطهن والبدء مع الطالبات بالإجازة السنوية.. نتمنى أن تجد هذه الملحوظة صدى لدى المسؤولين، ونناشد الدكتورة نورة الفائز نائب وزير التربية والتعليم للبنات للنظر في هذه المسألة. والله الموفق.