قمت بزيارة أحد الفضلاء في منزله، فرأيت ما تعجب له النفس وتدمع له العين، وذلك حينما تفاجأت أن معظم أولاده معاقين؟! وأثر في فؤادي تأثيراً بالغاً حسن معالمته معهم وعدم تضجره منهم وعطفه وحنانه عليهم؟! فتحدثت معه عن عظم أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - التي أثنى عليها الرب العظيم بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}، وأخذنا الحديث عن رحمته واحسانه وشفقته عليه الصلاة والسلام، وتناولنا ذلك من خلال قوله - صلى الله عليه وسلم -: (الراحمون يرحمهم الرحمن) وقوله - صلى الله عليه وسلم -: (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) ثم تجاذبنا أطراف الحديث وتعرضنا لرحمته - صلى الله عليه وسلم - بالعجماوات فضلا عن بني الإنسان، ثم تطرقنا لحقوق الإنسان التي أتى بها الإسلام وقام بها سيد الأنام عليه أفضل الصلاة وأتم السلام، فإذا بهذا الرجل الفاضل وببديهته الحاضرة يقول لي: كأنك أردت مواساتي وإدخال السرور عليّ حينما تحدثت عن ذلك، فسكت قليلاً؟! ثم دمعت عيناه؟ وقال لي: والله إنني لم أعرف السعادة والراحة ولم أر النور في حياتي حتى أمتن الله عليّ بهؤلاء الأولاد المعاقين؟! فتذكرت حينما قال لي ذلك، قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إنما تُرزقون وتُنصرون بضعفائكم)، فهنيئاً لمن رزقه الله الصبر والاحتساب وحسن الظن بربه سبحانه، فكان حاملاً الخير للغير؟! وختاماً، فالمعاق من أُعيق من طاعة الله، ولا شك أن مرض الجسد شديد ولكن مرض القلب أشد، والموفق من وفقه الله لرضاه وسعى في حاجات المعاقين وساهم في تزويجهم وإعفافهم ومساعدتهم لعل الله أن يرزقهم ذرية صالحة تقوي ضعفهم وتمشي في حاجتهم.
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود