Al Jazirah NewsPaper Thursday  24/06/2010 G Issue 13783
الخميس 12 رجب 1431   العدد  13783
 
نجاح «ساهر» الباهر
بدر بن أحمد كريم

 

كتبتُ منتقداً «نظام ساهر المروري» والآن أكتب مؤيداً، بعد أن اطلعت على نتائج دراسة ميدانية أجراها مرور الرياض، وهذا عين العقل، ومنتهى الحكمة، فمعظم الثغرات القائمة بين المجتمع والأجهزة المعنية بالتطبيق، ناجمة عن غياب الدراسات الميدانية، ولكنَّ مرور الرياض رمى بالكرة في ملعب الجمهور، بعد أن سددها من ضربة جزاء (أقصد الغرامات في حالة مخالفة النظام) وحتى هذه الغرامات لا تجدي نفعاً، إن لم يكن هناك وعي مروري، وتلك قضية أشبعت بحثاً، واستقصاء من وسائل الإعلام السعودية، التي أسهمت في وضع المشكلة أمام المعنيين، من خلال استطلاع آراء الناس فيها، ولكنها تحتاج إلى متابعة. تأملت جيداً في نتائج الدراسة المنشورة في صحيفة الاقتصادية (29 جمادى الآخرة 1431هـ، ص 42) التي كشفت عن انخفاض ملحوظ في أعداد السيارات المسرعة، من (20%) إلى (4.2%) وهذا الانخفاض جاء بعد ستة أسابيع من تطبيق «نظام ساهر» ومن ثم فمن الواجب تهنئة رجال المرور كافة، على هذا النجاح، بعد أن كتبت منتقداً إياهم، ومنتقداً النظام نفسه، وهذا ما يجب أن يكون، فالإعلامي - بل المواطن - من حقه أن ينتقد في حالة وجود الخلل، وينوه بالجهود في حالة سد الخلل، ولا بأس أن يعاودا النقد إذا تكرر الخلل، ومن المجدي للأجهزة المنقودة ألا تستعلي على النقد، وأن تناقش الناقد بموضوعية هو ينبغي أن يلتزم بها. وقد تساءلتُ: ما سر هذا التحول؟ وبعد استقراء نتائج الدراسة، أدركت أن مرور الرياض فتح عينيه على الآخر، لم يغمضهما، أو قُل قلًّ أن يغمضهما، لقد وقف يرصد، ويعاقب، ولو لم تكن هناك عقوبات في حالة الإخلال بالأنظمة، لفشلت الأجهزة المنفذة، ولاستمرأ الناس المخالفات و»من أمن العقوبة أساء الأدب». دعَّم تلك النتائج، تقرير صادر من هيئة الهلال الأحمر السعودي، فحوادث الدهس، والانقلاب، والصِّدام، التي باشرتها الفرق الإسعافية للهيئة، سجلت انخفاضاً في أعدادها، بلغت (25.21%) عن معدلها في الشهر الذي سبق تطبيق النظام، الأمر الذي أعرب معه العقيد عبد الرحمن المقبل (مدير مرور منطقة الرياض ومدير مشروع ساهر) عن ارتياحه للنتائج الإيجابية، التي تحققت وهي لم تتحقق في تقديري، إلا من خلال الجهود المكثفة من الأجهزة المعنية، التي تعاونت مع المرور في تطبيق النظام، وأحست بمسؤولياتها إزاء المجتمع الذي تخدمه. في ضوء هذه النتائج، أطالب بتطبيق «نظام ساهر المروري» في مناطق المملكة كافة، والاستفادة من المزايا التي وضعها والضوابط، والمتابعات، فضلاً عن أنه يمكن لمديري المرور في بقية المناطق، تطوير النظام، وتحسينه، وإضافة ما يرونه ليحقق أهدافه المتوخاة منه. أختم مقالي بهمسة في أذن العقيد «عبد الرحمن المقبل»: التجاوب مع النقد سلوك يُحمد للمسؤول، وأرجو أن تكون منهم.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد