Al Jazirah NewsPaper Sunday  27/06/2010 G Issue 13786
الأحد 15 رجب 1431   العدد  13786
 
عبدالله الهريش عزيز فقدناه
محمد بن حمد المالك

 

مساء يوم الثلاثاء الماضي فاجأني أحد الأصدقاء بنبأ وفاة صديق عزيز له مكانة عظيمة في نفسي إنه أبو سامي عبدالله بن عمر الهريش وكدت لا أصدق ليس اعتراضاً على قضاء الله وقدره وإنما لأنني قبل سفره بفترة قصيرة قد التقيت به ولم يظهر لي ما يدل على أنه يعاني من أي مرض بل إنه يؤكد لي أنه في خير وصحة تامة وملامح وجهه ونفسيته يدلان على ذلك. نعم لقد كان وقع الخبر شديداً وكدرني كثيراً لكن كان لابد لي أن أقابل هذا المصاب الجلل بحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه وأن أردد مراراً {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} ولا حول ولا قوة إلا بالله الحي الذي لا يموت وأن أكثر له من الدعاء آملاً أن يهون ذلك من مصابي فيه لقد فرض يرحمه الله على جميع محبيه ومن يعرفه ومن لا يعرفه ممن يسمع عن سيرته الحسنة عظيم الاحترام وبالغ التقدير وصادق المحبة والذكر الحسن قبل وبعد وفاته للعلاقة المميزة الفاضلة التي ارتبط بها مع الجميع واهتمامه وسؤاله الذي لا ينقطع عن أحوال كل ذوي الصلة به وحرصه الدائم الصادق على تقديم كل مساعدة يستطيع تقديمها، أما بالنسبة لأقاربه فحدث ولا حرج كان يرحمه الله عمدتهم ومرجعهم بعد الله كل ما دعت الحاجة لقدرته التامة من واقع تواضعه وتقديره لصلة الرحم على إنهاء كل شيء يريدونه بالطريقة التي ترضيهم، أما بالنسبة لأعمال الخير وما يريد به وجه الله فلم يتوقف دوره ومساهمته في هذا الجانب كان أحرص ما يكون على أن لا يعلم بذلك إلا من يريد منه الأجر والثواب الباري عز وجل، أما الكرم فقد اشتهر به ولا أعتقد أنه يمر أسبوع إلا وقد استقبل هذا أو ذاك مرة في منزله وأحياناً في مزارعه بالرياض والقصيم وأثناء الربيع في مخيمه بالبر وفي الفترة الصيفية في مقر إقامته في سوريا. وللفقيد الغالي من المزايا والصفات العديدة الحسنة ما يصعب حصرها في هذه اللحظة الحزينة ولعل أصدق ما يدل على كل ما ذكرته عنه العدد الهائل الذين أدوا الصلاة عليه وساروا خلف جثمانه والذين توافدوا على منزله قبل وصول جثمانه من ألمانيا وبعد دفنه لتقديم العزاء لأولاده وكافة أسرته ولنا جيرانه أخيراً الرجل غادر دار الممر إلى دار المقر أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يجعله ممن قال الله فيهم {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} كما أرجوه تعالى أن يجازيه بالحسنات إحساناً وبالسيئات عفواً وغفراناً وأن ينور عليه في قبره وأن يجعله روضة من رياض الجنة وممن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وأن يجعل من بعده خير خلف لخير سلف وأن يلهم أبناءه وزوجته وأقاربه ومحبيه الصبر والسلوان. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد