Al Jazirah NewsPaper Wednesday  30/06/2010 G Issue 13789
الاربعاء 18 رجب 1431   العدد  13789
 
العنود بنت عبدالعزيز بن مساعد.. المؤسسة والإنسانة
إبراهيم بن سعد الماجد

 

تستعصي الكلمات وتتطاير الحروف عندما يهم الكاتب أن يكتب عن شخصية لم تكن ذات حضور إعلامي مميز في حياتها، ولكنها كانت في حضور وجداني في حياة الكثير من ذوي الحاجة والعوز.



هذه الشخصية التي لم يكن عملها الخيري وليد ظرف معين أو نتيجة لرحيل ألزم كل من أحبها أن يسعى لها في عمل يخلد ذكرها الحسن ويرفع من أجرها بعد رحيلها وانقطاع عملها إلا من عمل خير جار.

هذه الشخصية أعني بها الأميرة العنود بنت عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي زوجة الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز -رحمهما الله- كان الخير وحب الخير يسري في عروقها وهي في ريعان شبابها، وكان الاستعداد للرحيل وما بعده يشغل بالها وهي لم تتجاوز بعد عقدها الرابع، يتضح ذلك جلياً في وصيتها التي كتبتها 12-8-1387هـ لدى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز -رحمه الله- مما يدل على عظم الخير الذي كانت تتصف به وسعيها لنفع نفسها يوم لا ينفع مال ولا بنون.

إن مما يخلد ذكر الإنسان في الدنيا ويرفع منزلته في الآخرة فعل الخير والسعي إلى أن يكون له بعد رحيله عمل يرفع منزلته وينير قبره ويخفف حسابه، وهذا ما فعلته الراحلة وما قام به بنوها من بعدها، وذلك بتأسيس هذه المؤسسة الخيرية العملاقة التي على الرغم من حداثة سنها إلا أن لها من أعمال البر الشيء الكثير.

في المساجد لها حضور دائم من خلال الإصدارات العلمية التي وزعت في أغلب مساجدنا، فكان للراحلة نصيب من دعاء المصلين، وما أعظم هذه الصدقة الجارية.. أو علم ينتفع به، هذا هو العلم الذي تبنت هذه المؤسسة المباركة نشره حاملاً اسم الراحلة الأميرة العنود.

لنقرأ ما سجل في سجل (حقائق وأرقام) الذي أصدرته المؤسسة بمناسبة بلوغها عامها العاشر حيث يقول:

أولاً: ما قدم لذوي الاحتياجات الخاصة:

1 - 57 مستفيداً.

2 - 10.000 دليل إرشادي.

3 - 19 منحة تعليمية.

4 - 809 كتيبات للمكفوفين.

5 - 1200 مجلة للمكفوفين سنوياً.

6- 20 حاجاً.

لقد كانت التفاتة جميلة من القائمين على هذه المؤسسة لهذه الفئة الخاصة من المجتمع، ولم تكن كأي التفاتة بل جاءت متنوعة العطاء فما أجمل العطاء عندما يكون ملبياً لأكثر من حاجة.

ومؤسسة لها أهداف خيرية بحتة وسامية لا بد وأن يكون لكتاب الله ولأهل الله الذين هم أهل القرآن موقف مشرف وحضور مميز، ولذا جاءت مدارس تحفيظ القرآن كما يلي:

1 - 32 مدرسة ومركزاً سنوياً.

2 - 267 معلماً ومعلمة.

3 - 6447 طالباً وطالبة.

4 - حافلات لحلقات القرآن الكريم.

وللركن الخامس اهتمام من المؤسسة تمثل في تحجيج خمسمائة حاج سنوياً وألف وخمسمائة معتمر أيضاً سنوياً.

وللمؤسسة حضور كبير ومميز مع الجمعيات والمؤسسات الخيرية الأخرى، فهي تعد من الداعمين لكثير من هذه المؤسسات بأشكال مختلفة، وكمثال حي فهي من الداعمين لمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة بخمسة ملايين ريال، كما لها مساهمات فاعلة ومباشرة في علاج المرضى، وكذلك في رعاية الأيتام فهي ترعى 2033 يتيماً سنوياً، وهذا من أعظم القربات إلى الله.

كما أن للمؤسسة حضورها الكبير في بناء بيوت الله وترميمها وصيانتها، وكذا في إنشاء المصليات المؤقتة.

وللعلم وأهله نصيب كبير من نشاط المؤسسة، حيث أقامت المؤسسة أكثر من 350 دورة علمية بلغ طلابها أكثر من 50 ألف طالب وطالبة، كما نظمت مسابقات للأسرة استفاد منها أكثر من 50 ألفاً.

ولم تغفل المؤسسة عن أهمية التدريب والتعليم، فكان أن قامت بكفالة تدريب وتعليم 500 شاب وشابة مما جعلهم لبنات صالحة في المجتمع.

جهود كبيرة وعظيمة تقوم بها هذه المؤسسة المباركة يصعب الإحاطة بها في هذه المقالة، فهناك برنامج تفطير الصائمين وكفالة الدعاة، وطباعة الكتب والأعمال الوقفية المختلفة، وبرنامج رعاية السجناء، وأختم بمشاريع المؤسسة الإسكانية حيث تم إقامة 230 وحدة سكنية مكتملة العناصر.

إن الحديث عن هذه المؤسسة وجهودها وجهود القائمين عليها من أصحاب السمو الملكي أبناء الراحلة وابنتها الوحيدة وكافة العاملين فيها من أمينها العام وكافة المسؤولين لجهود تذكر فتشكر لما لها من أثر واضح وكبير في مجالها ورسالتها التي تقوم بها، وإن كانت هذه المؤسسة تبتعد عن الأضواء الإعلامية فإنها تقترب من قلوب العارفين بجهودها الساعين في أعمال الخير المدركين لعظم الدور الذي تؤديه هذه المؤسسة.

فنسأل الله أن ينزل على الراحلة رحماته ويعظم لها الأجر ويرفع منزلتها مع النبيين والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.



almajd858@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد