دأب بعض المتحدثين والكُتَّاب على ترديد كلمة الامتحان خلال أحاديثهم أو كتاباتهم.. علماً بأنه قد تغيَّر المُسمى.. حيث استبدلت كلمة امتحان بعبارة اختبار.. ويمكن إضافة بعض المسميات مثل «الفحص، القياس، التقويم».. كما أن قضية الاختبارات تستأثر اليوم باهتمام المربين.. وتجري الجهات المختصة المزيد من الدراسات حول موضوع الاختبارات ووسائلها وأساليبها وطرقها مما ينم بوضوح عن اهتمام المسؤولين بشؤون التعليم بحكم أن التعليم يمثل الانطلاقة الأساسية لبناء الإنسان.. كما أنه عامل مهم ورافد حيوي في دفع مركب البناء وخطط التنمية الطموحة إلى الأمام.. وما الاختبار إلا قياس وكشف عما بلغه الطالب من المستوى التعليمي مما حدده المنهج في المعلومات والمهارات.. وهناك وسائل كثيرة لقياس قدرات الطلاب ومواهبهم وميولهم واستعدادهم.. ولقد قرأنا الكثير عما يُبذل من جهود في سائر وسائل التقويم.. فلا خوف بعد اليوم من الاختبار الذي سوف يبدأ بعد أيام قلائل.. إذ إن رسالة التعليم هي بناء شخصية الطالب وإكسابه المهارات والخبرات والمعلومات وتوجيهه الوجهة التربوية السليمة.. فهدف التربية ليس حشو الذهن وتلقين المعلومات.. ولكن المهم هو تنمية مواهبه وتعديل سلوكه وتقويم إدراكه وتطوير معارفه.. ولوائح الاختبارات خففت من غلو الاختبارات.. كما أنها أسهمت في التخفيف من رهبة الطالب وخوفه من الاختبار كما كان سابقاً.. حيث أخذت أساليب الاختبار تتطور وتتنوع.. كما أن الأسلوب في طريقة الأسئلة ووضعها أخذ يختلف.. وما زالت وستظل تتجدد مع تجدد أساليب التعليم وطرق التربية وتطورها المتواصل.. إن الجد والاجتهاد والعزيمة والثقة تجعل من الاختبار أمراً سهلاً.. ويجب أن نربي أبناءنا على عدم الخوف من الاختبار.. وألا يرهبهم شبحه.. بل يجب أن نغرس في نفوسهم الثقة والإيمان والوعي والاهتمام بالواجبات المدرسية حتى يستقبلوه بكل ثقة وطمأنينة وعزيمة وثبات.. فهو وسيلة تقويم لأعمال الطالب ومعرفة مدى جده وتحصيله واجتهاده واستيعابه.. ومقياس لمقدار المعلومات التي جناها خلال عامه الدراسي ومن خلاله يحصل الطالب على ثمرة من ثمرات كفاحه وجده واجتهاده.. فينتقل من سنة لأخرى.. ومن مرحلة إلى مرحلة أخرى.. والمهم أن تمتزج دراسته مع سلوكه فيعيش التربية والتحصيل العلمي داخل الفصل وخارجه.. إن الطالب الذي يستثمر وقته وجهده خلال عامه الدراسي وينظم وقت مذاكرته ويتابع واجباته سيحظى بالنجاح.. ولا شك أن وعي البيت واهتمام الآباء والأمهات يجسد صورة طيبة ودليلاً على مدى الحرص وعنواناً على الاهتمام بالأبناء والبنات وإدراكاً للمسؤولية.. فنجاحهم يبهج الآباء والأمهات.. كما أن الإخفاق ناحية سلبية تنعكس آثارها على البيت والطالب والمدرسة.. فضياع سنة دراسية يؤدي إلى نتائج غير محمودة.. فلنحرص على توفير الأجواء المناسبة والاستقرار النفسي.. ولا سيما في هذا العصر المملوء بمغريات الحياة.. ونسأل الله أن يوفق الجميع ويحقق لهم النجاح.. وبالله العون والتوفيق والسداد.