1) باعة الأرصفة (ظاهرة غريبة)
ظاهرة ملفتة بدأت تنتشر وتتسع لتغرق الأرصفة وعند التقاطعات بمعروضات أولئك الباعة (من الحبحب والبطيخ) يفترشون الأرصفة وتحت أشعة الشمس الحارقة، وهذه الظاهرة الغريبة وغير الحضارية نراها وقد أخذ يتسع نطاقها وينتشر مداها حتى بتنا نشاهدها الآن في معظم الشوارع الرئيسية وقد احتل الباعة أرصفتها وتقاطعاتها وضيقوها بسياراتهم ليقوموا ببيع الحبحب والبطيخ بشكل مكشوف تحت أشعة الشمس وجميع ما يحمله الجو من أتربة وعوالق وما تنفثه السيارات من أبخرة وغازات، ناهيك عن المخاطر التي قد يتعرض لها أولئك المتواجدون حول تلك(البسطات)، بالإضافة إلى عرقلة وإرباك الحركة المرورية لمستخدمي الطريق. فهل يقوم (مرورنا العزيز) بإزالة تلك الظاهرة للحيلولة دون انتشارها وتفاقمها وبالتالي تجنب تبعاتها ومساوئها؟
2) بائعو الماء عند الإشارات (عمالة سائبة)
عند وقوفك عند إحدى الإشارات فلن تعدم أن ترى عمالة وافدة تتجول بين السيارات تقوم ببيع الماء مستفيدين من ارتفاع درجات الحرارة في هذا الصيف، مما يسبب إرباكا وتعطيلا لحركة السير ومخاطر ومشاهد غير سوية ولا حضارية، وهذه ظاهرة بدأت تمارس من قبل تلك العمالة الوافدة دون منافس، وإذا كنا مدركين لصعوبة إجراءات تأشيرات العمل فقد يتملكنا العجب من أمر تلك الفئة مما يجعلنا نتساءل: هل قدموا لهذه البلاد لممارسة هذه المهنة والقيام بهذا العمل ليس إلا؟، ولماذا هذا التقاعس من المرور في إبعادهم بل وفحص إقامتهم والتأكد من هوياتهم؟.
3) متسولون (بطفولة معذبة)
التسول مشهد من مشاهد الحرمان والفاقة وتعبير عن دواعي العوز والحاجة، بيد أنه في بعض الأحيان قد يتعدى ذلك ليصبح مهنة من لا مهنة له، ولعل هذا ما قد يفسر أن أعداد المتسولين في ازدياد بدلا من التضاؤل والتلاشي. ولعل ما يحز في النفس هو مرأى نسوة عند الإشارات وقد حملن بين أذرعهن أطفالا رضعاً تحت وهج الشمس الحارقة يتجولن بين السيارات يستجدين أصحابها دون مراعاة لذلك الطفل الرضيع وما يكتنف ذلك من معاناة ومخاطر لذلك الطفل المحمول، ولعلنا نتساءل هنا أين جمعيات البر الخيرية وبرامج الشؤون الاجتماعية؟ بل وأين تذهب أموال الزكاة كما ذكر في إحدى الصحف؟.
4) طريق الملك فهد (معاناة مستدامة)
شريان نابض للمواصلات في مدينة الرياض، لعله من أبرز الطرق وأكثرها أهمية وحيوية يفسر ذلك حجم الحركة المرورية عبره وكثافتها، ولكن بدأنا نشاهد أن الحركة في هذا الطريق قد بدأت تتسم بالبطء بل والشلل التام أحيانا لدرجة أن الكثيرين يفضل أن يتجنبه ويستخدم منافذ أخرى، ويبدو -في رأيي- أن هذا الطريق لم يحسن تخطيطه في بادئ الأمر ولعل هذا ما يفسر بطء الحركة المرورية فيه ناهيك عن خطورتها وإرباكها وعرقلتها بسبب الحوادث التي قد تقع فيه، وهذا الطريق لم تتوفر فيه عناصر التخطيط السليم من حيث تنظيم المخارج والتحكم في المداخل، وجعله أكثر رحابة واتساعا لأحداث مسارات خاصة لسيارات المرور والإسعاف والإطفاء، فنجد أن مثل تلك السيارات تزيد الطين بلة عند لزوم الإفساح لها من قبل أصحاب المركبات، وإذا كان هذا الطريق مؤهلاً لبناء المزيد من البنايات العالية والعمارات الشاهقة على جانبيه فإن هذا بلا شك سيزيد بشكل متوال من كثافة الحركة المرورية وبطئها وسوئها ومخاطرها.
5) تسلسل الإشارات (تقنية مجدية)
في كثير من البلدان المتقدمة تسير بعربتك في الشوارع الطويلة ذات التقاطعات والإشارات المتعددة وكأن ليس بها إشارات البتة، وهذا نظام مطبق ومعمول به في تلك الدول، إذ إن الإشارات مفعلة (إلكترونيا) بحيث يتم التوقيت الزمني بين ألوان الإشارة (الحمراء والخضراء) بشكل متواتر ومتزامن، وهذا التصميم ينظم حركة السير ويجعلها على شكل مجموعات متتابعة مما يجعل الطريق أكثر أمنا للعابرين وتسهيلا للحركة المرورية مرونة وانسيابا. والتساؤل الوارد هنا هو: لماذا تأخرنا حتى الآن في تفعيل هذه الإشارات لتعمل على هذا النحو في شوارعنا الطويلة؟.
6) التقاطعات وعبور المشاة (لا يزال الخطر قائما)
لا يعرف أن لدينا عبور مشاة آمن طالما أن اللف لليمين مسموح به والإشارة حمراء، إذ إن عبور المشاة يجب أن يحكم وينظم بإشارة خضراء للعابرين في الاتجاه المقابل تسمح بالعبور في مسار آمن عند توقف حركة سير العربات بشكل كامل، إن نظام «ساهر» المطبق حديثا لا يعتبر كافيا لكي يجعل السائق يقدر ويحترم المشاة (الراجلين) أثناء عبورهم وهو يهم باللف لليمين.
7) تباعد الفتحات في بعض الشوارع (إضاعة للوقت وهدر للطاقة)
نرى أن معظم الشوارع الفرعية لدينا والتي لا تتسم بالحركة المرورية المكثفة تمتد فيها الأرصفة دونما فتحات بينية حتى تصل إلى الطرق العامة والرئيسية، وهذا مما يجل الدوران للخلف أمر فيه إضاعة للوقت وهدر للطاقة، بل إن الدوران للخلف عند الطريق الرئيسي تحفه مخاطر الاصطدام بتلك السيارات العابرة كما قد يكون سببا لإرباك سير السيارات في الطريق العام وانتظام سرعاتها.
8) المطبات الصناعية (حلول خاطئة لممارسات منحرفة)
كثرت المطبات الصناعية في كثير من الأحياء والشوارع وبشكل عشوائي لا ينم عن تخطيط أو تنسيق أو مراعاة لمظهر تلك الأحياء والشوارع أو راحة السائقين وسلامة العربات، ومن المعروف أنها توضع عادة من قبل الجهات الرسمية التي قد ترى أن من الضروري وجود تلك المطبات من عدمه، ومثال ذلك قرب المساجد والمدارس وعند التقاطعات عديمة الإشارات، ولكن يبدو أن وضع تلك المطبات العشوائية أضحى قرارا فرديا من قبل سكان بعض الأحياء يأتي من إفراز تلك السلوكيات الخاطئة التي ينتهجها بعض الشباب (هداهم الله) في ممارسة (لعبة) التفحيط منذ بدء عصر الطفرة وإلى الآن، أي على مدى أربعة عقود دون أن تخف سورتها وتزول سوءاتها، إذن هل آن لمرورنا العزيز أن يتحفنا بحلول عملية ناجعة علها تجتث تلك اللعبة القاتلة وبعدئذ نرتاح من تلك المطبات ثم لا نرى لها بعد ذلك أثرا؟.
9) التشجير على بعض الأرصفة (موئل للزبالة وعرقلة للمشي)
تقوم الأمانة بجهد مكثف ومشكور في تزيين الشوارع بمختلف أنواع الأشجار والأزهار مما يضفي عليها جمالا ورونقا وجاذبية، ولكنها تفرض أيضا أن تكون كل أرصفة المحلات التجارية مزينة أيضا بأحواض أشجار أو زهور، وحيث إن تشجير تلك الأرصفة وصيانتها والاعتناء بها مسؤولية ملقاة على عاتق أصحاب المحلات أنفسهم وليست على الأمانة، لذلك قد نلحظ تقاعسهم في القيام بتلك المهمة الأمر الذي يجعل من تلك الأحواض مجرد (مزابل) تتراكم فيها النفايات والمخلفات وتلقى فيها أعقاب السجائر ليصبح الرصيف بعد ذلك منفرا أو يصبح الشجر بعد امتداده وتكاثفه عائقا يعرقل السير ويحد من الحركة. لذا فليس كل الأرصفة قابلة للتشجير وإنما الأهم من ذلك أن توفر مجالا آمنا ومريحا للسير والتنقل بين المحلات التجارية.
10) مكائن الصرف الآلي (تلاعب بالعواطف)
ربما أن ساما غافلة بعض الشيء عن حالات مكائن الصرف الآلي فلا تقوم بالتحري عن وضعها والتأكد من مدى كفايتها والاهتمام بها من قبل البنوك، ولن أقول هنا بعضها بل إن معظمها إما في حالة عاطلة أو أن البيانات غير واضحة على الشاشة لشحوبها وتراكم الغبار عليها أو أنها بالفعل - وهذا يحصل كثيرا - تشكو من سوء التغذية فتبدي لك الأسف بأنها مفلسة خاوية الوفاض.
أستاذ الهندسة الكهربائية- جامعة الملك سعود