Al Jazirah NewsPaper Friday  02/07/2010 G Issue 13791
الجمعة 20 رجب 1431   العدد  13791
 
أوتار
حقل شيبة.. وقادة التعليم
د. موسى بن عيسى العويس

 

أحسنت (وزارة التربية والتعليم) حين اقتنصت جزءا من الوقت الثمين لقيادات التربية والتعليم، كي يقفوا عن كثب على إحدى معجزات الصحراء، أو لنقل منجزات العباقرة الأفذاذ من أبنائها البررة، هناك في (حقل شيبة) كل شيء يبدو غريبا ومثار إعجاب، هناك الأحلام والآمال والأماني التي كانت سابقة حينها في عقلية الملك المؤسس (عبد العزيز بن عبد الرحمن) رحمه الله. هناك وقفنا على نواتج العزيمة والإصرار للملك الإنسان، قائد التغير والتطوير (عبد الله بن عبد العزيز). هناك تجدد الطموح، وزاد الاعتزاز بالماضي، والابتهاج بالحاضر، والتفاؤل بالمستقبل، هناك تناسينا الحر اللافح، وتجاهلنا الرياح الحارة أمام منظر الليل البهيم، وهو يغشى الصحراء.

أمام حركة الإنسان الدؤوبة زال ذلك التصور والهاجس الذي بنيناه عن المكان (للجن بالليل في حافاتها زجلُ)..

كانت تلك الزيارة - على قِصَرها - هادفة وفاتحة لمنافذ تفكير الحاضرين والمشاهدين، وحافزة لهم على التفكير الجاد بالمشاركة في صناعة التنمية المستدامة، والاستفادة من الخبرات والعقول التي تضافرت على بناء مثل هذه المشروعات العملاقة التي وضعتنا في مصاف الدول المتقدمة في زمن وجيز.

التجربة في التعليم النظامي، والتجربة في التدريب المهني والتقني، والتجربة في العمل الخيري والاجتماعي والتطوعي التي قدمها المسؤولون في شركة (أرامكو)، كل ذلك كان عبارة عن رسائل لافتة، وكاشفة في الوقت نفسه عن الغايات الكبيرة، والأهداف السامية للمؤسسات والشركات، وما يجب أن تقدمه وتقوم به تجاه الوطن الكبير، الوطن الأم الذي منحها فرصة الاستثمار، وفرصة إثبات الكيان أمام تحديات كبيرة.

من المسلم به أنه وعلى قدر الوعي، أو التوعية بأهمية الإنسان وأدواره في الحياة تكون المواطنة وتغرس قيمها، وعلى قدر تفاعل المؤسسات والشركات مع حاجة المواطن، واستشعار همومه يتجسّد الانتماء، وتزداد أواصر الارتباط والولاء. هذا هو بالفعل ما شاهدناه ولمسناه، حين حطت بنا الرحال هناك.

إن الشيء الذي لا يمكن تجاهله، أو التغافل عنه هو معرفة الإنسان أو المواطن منجزات بلده، ووقوفه على المعطيات التي من شأنها الاطمئنان على مستقبل الأجيال، وكلما ازداد حجم تصور الإنسان لواقعه ومستقبله وماضيه ترسّخت لديه الكثير من القناعات الإيجابية، وأصبح أكثر تفاؤلا واستشرافا للمستقبل وانسجاما مع ذاته ومحيطه، وأكثر قدرة على التأثير والبناء.

من خلال رؤية ورسالة شركة (أرامكو) تبين للحضور أنها تعتبر مجتمع التعليم شريكا أساسيا لا يستهان به، أو التقليل من شأنه، إذ هو المصنع الحقيقي للفكر والإبداع، والمنطلق الحقيقي للتطوير والتغيير.

إن المرحلة القادمة للتنمية تتطلب بناء جسور من التواصل المعرفي، ومن هاتين المؤسستين، واستفادة كل طرف مما لدى الآخر من إمكانات وقدرات مادية وبشرية، سيتمكن صناع القرار من توجيه الطاقات والقدرات الوجهة الصحيحة، والمسار الذي يجب أن يكون فيه عطاؤهم.ا-ه



dr_alawees@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد