Al Jazirah NewsPaper Friday  02/07/2010 G Issue 13791
الجمعة 20 رجب 1431   العدد  13791
 
مسؤولية
يوميات المبتعثين «الحرية»
ناهد سعيد باشطح

 

فاصلة:

(أحيانا القانون يجبرنا على القيام بما يقال لا بما هو عادل)

- حكمة هولندية -

في كل تجربة دراسية تقابلني خبرات مختلفة لكن بالطبع الغربة لا تكون أليمة إلا في بلاد الغرب.

خضت في إكمال دراستي العليا تجربتين.... أن أكون طالبة تدرس على حسابها الخاص كما فعلت في دراستي للماجستير في القاهرة، وأن أكون مبتعثة كما أنا الآن. ولكن في كل الأحوال إذا أردت أن تعترف وزارة التعليم العالي بشهادتك فلابد أن تعلم ملحقية البلد التي تدرس بها أنك طالب سعودي سواء كنت تدرس على حسابك الخاص أو مبتعث تتكفل الدولة بمصاريف دراستك وتخصص لك راتبا شهريا وبدلات للعلاج وغيره.

في تجربة الدراسة في بلد عربي كنت أشعر بالحرية رغم الضغط المالي لكن كون الدراسة في بلد عربي كانت الأمور تسير بشكل يكاد يخلو من الضغوط خاصة وأن الدراسة باللغة العربية، أما في الابتعاث فمنذ أن تقدم الطلب والقلق لا يفارقك، فأنت تنتظر قرار انعقاد جلسات اللجان لتعرف هل قبلت أم لا ثم ما يعقبه من ترتيبات السفر وأمر الإركاب لتحصل على التذاكر.. معاملات تليها معاملات ومتابعات تليها متابعات وما أن تصل إلى البلد الذي ستدرس به حتى تهتم بزيارة الملحقية، و هناك القوانين والشروط والتي ستكتشف أنك جاهل بها، لذلك من المهم أن تقرأ مبكرا في نظام الابتعاث لدينا وفي قوانين البلد الذي ستدرس بها.

عليك أن تفتح في الملحقية ملفا، وسيخصصون لك مشرفا يرعى شئونك الدراسية ويعالج المشكلات التي تعترض دراستك، وستكون محظوظا إذا لم يتغير مشرفك أكثر من مرة وربما دون علمك. وستكون محظوظا بشكل أكبر لو كان مشرفك يرد على الهاتف أو يهتم بالبريد الإلكتروني الذي ترسله له، وحاليا مشرفك هو البوابة الإلكترونية !!

عليك دوما أن تتأكد من أن الملحقية أرسلت الضمان المالي إلى معهدك أو جامعتك لأنه إن تأخر المال سيهددك المعهد أو الجامعة بإلغاء حجز مقعدك وسوف يصدر تقريرا شهريا إليهم عن غيابك وحضورك ومستواك الدراسي، لذلك كن طالبا مجدا ولا تغب دون عذر مقنع، خاصة وأنك لن تستطيع تجديد تأشيرة الدخول والبقاء في بلد الدراسة ما لم تحقق نسبة معينة من الحضور، أيضا لن تستطيع العودة إلى بلدك متى شئت لابد أن توافق الملحقية على سفرك ولن تعطيك تذكرة إلا مرة واحدة بعد أن تقضي 9 أشهر ولا يهم هل تناسب ظروفك أم لا وعليك أن تسافر فمكتب الطيار لم يعد يدفع تعويض التذاكر للطلاب نقدا.

أن تكون مبتعثا في بريطانيا مثلا فلا بد أن تزور الملحقية في لندن كثيرا لأن كثيرا من الأمور لا تنقضي إلا بحضورك ولا يهم أن تغيب عن الدراسة أو أن تصرف المال لشراء تذكرة القطار والمواصلات المهم أن تزور الملحقية باستمرار لتنقضي أمورك الدراسية.

على الرغم من ذلك ففي الابتعاث ثمة إحساس بالأمان والراحة النفسية ومكافأة شهرية تأتيك في وقتها من كل شهر وبدلات لكن يقابل ذلك قيود وشروط لا بد أن تلتزم بها أما في الدراسة على حسابك الخاص فأنت تصرف نقودك لكنك تشتري الحرية.



nahedsb@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد