Al Jazirah NewsPaper Monday  12/07/2010 G Issue 13801
الأثنين 30 رجب 1431   العدد  13801
 
السلامة وذوو الاحتياجات الخاصة
وسيلة محمود الحلبي

 

بما أن الأمن مطلب، والسلامة هدف تسعى إليه المديرية العامة للدفاع المدني، ويتمناه كل فرد من أفراد المجتمع.. ولأن الأمن والسلامة مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الجميع وللجميع.. فإنني سأخص في هذه العجالة (أبناءنا وبناتنا ذوي الاحتياجات الخاصة) حيث إنه لا تتوافر لهم عوامل الأمن والسلامة الذاتية بنفس الصورة التي تتوفر للناس العاديين، وكلنا يعلم علم اليقين أن الدفاع المدني لم يقصر في هذه الناحية حيث صدرت لائحة (شروط السلامة وسبل الحماية الواجب توافرها في مراكز المعاقين) عام 1421هـ بقرار من سمو وزير الداخلية الموقر رئيس مجلس الدفاع المدني التي تحتم توفير الحماية اللازمة لتلك الفئة لرعاية أمنهم وسلامتهم بالتعليم والتدريب والإشراف المباشر. ولكي نتعرف أكثر على الأخطار التي تهدد أمنهم وسلامتهم كان لابد أن أتطرق إلى تلك الأخطار في هذه المقالة. وهي أخطار الحريق، وأخطار الطريق، والكهرباء، والغاز والمصاعد، والتعثر والسقوط، وأخطار الحروق، وأخطار التسمم، والاختناق، والأدوات الحادة. وهناك سبل كثيرة للوقاية والحماية من هذه الأخطار تتمثل في الوقاية من الحرائق بتركيب أجهزة لكشف الدخان والتي تصدر صوتاً وأضواء منبهة عند حدوث الحريق واستخدام العصا للكفيف في حالة السير بالشارع وضرورة إعلامه بمخطط المكان الذي يسكن فيه وما بداخله من أثاث وأبواب وطوارئ وخلافه، والتدريب على كيفية استخدام الهاتف وطلب النجدة والتدريب على أساليب الهروب عند مشاهدة الخطر. وضرورة تخزين أرقام الطوارئ ليسهل عليهم طلبها عند الحاجة، وضرورة عدم ترك شديدي الإعاقة وحدهم.. وضرورة إيجاد وسيلة تنبيه يستخدمها الأبكم في بيته وبين ذويه عند حدوث أي خطر.

وبالنسبة للمجتمع: فقد وفرت الحكومة الرشيدة حفظها الله المواقف الخاصة لسيارات المعاقين وتعمل على إيجاد مدخل مخصص لعرباتهم عند تصميم المباني الحكومية وضرورة الالتزام بالمواصفات والتعليمات الصادرة من الدفاع المدني في حال إنشاء مراكز للمعوقين أو الترخيص لها أو توسيعها أو ترميمها، وإعطاء حقهم في الحصول على رخصة قيادة من الدرجتين الأولى والثالثة شريطة اجتيازهم الفحص العلمي بعد تجهيز سياراتهم بتجهيزات خاصة ملائمة وبعد حصولهم على تقارير طبية معتمدة تثبت قدرتهم على قيادة المركبات وضرورة تدريب العاملين والعاملات في مراكز المعوقين على أعمال السلامة والإطفاء والإنقاذ والإسعاف في مدارس ومعاهد التدريب السعودية المتخصصة والمعتمدة من المديرية العامة للدفاع المدني. ولابد أن أشير إلى دور عملية الإشراف على رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة الكبير والتي تتمثل في زرع أساسيات السلامة كسلوك ينمو معهم بجانب تعليمهم وتدريبهم على العلوم المختلفة التي تجعلهم على علم بما يدور حولهم من أخطار قد تواجههم. وللوالدين الدور الأكبر والأشمل والأمثل والمهم في تربية الطفل ذوي الاحتياجات الخاصة ومساعدته على عدم استشعار عجزه. وتقع عليها مسؤولية حماية أبنائها من الأخطار بتدريبهم وتعويدهم على اتخاذ تدابير خاصة تقيهم من الوقوع في دائرة الخطر مثل كيفية استخدام الأجهزة الكهربائية وكيفية التصرف عند السقوط من الكرسي المتحرك، وأخطار الطريق وكيفية التعرف في حال الفقدان أو الضياع في الأسواق والأماكن المزدحمة، وضرورة توفير وسائل الأمن والسلامة في المنزل والسيارة (أجهزة إنذار مبكر سمعية وبصرية) وأجهزة إطفاء، ولابد من الإشارة إلى تجنب الحركة الكثيرة داخل المنزل بعيداً عن عين الرقيب، وتجنب وجود زوايا حادة بالجدران وضرورة وضع دعامات للأبواب لتكون مغلقة تماماً بالإضافة إلى تصميم دورات مياه خاصة بالمعوقين داخل المنازل.

وبعد..

للإنسان حقوق ليس لأحد أن ينتهكها أو يصادرها لأي سبب من الأسباب، وعندما ارتكبت الجريمة الأولى في الوجود بمقتل هابيل على يد شقيقه قابيل كان ذلك الفعل أول انتهاك لحق الحياة الإنسانية، وقد تلقى قابيل العقاب المناسب في ذلك الوقت المبكر من عمر البشرية بحلول اللعنة عليه وتطورت الحقوق مع تطور الإنسان على مدى الدهور وارتقت مع رقيه في شكل عهود ومواثيق وإعلانات عندما ازداد انتهاكها وبات محتماً أن يلتزم بها المجتمع الدولي.. وحقوق المعاق علينا كثيرة فلابد من تلبيتها وإعطائه حقوقه كاملة أسوة بأخيه الإنسان السوي.. فنحن سواسية أمام شرع الله وعلينا ألا نفرق بين المعاقين والعاديين في التعليم والتعامل والعمل وغيرها من الشؤون العامة والخاصة. ويقال: إن خير وسيلة تكتشف بها مدى محبة الطرف الآخر لك هي اختبار مدى قدرته على تحمل أعبائك والصبر عليك.. فعلينا الصبر على ما أصابنا الله به.. والحمد والشكر لهذا الابتلاء.. ولنضع هذه الفئة الغالية في عيوننا ليس شفقة ولكن للوسطية في التعامل والأهم إعطاؤهم حقوقهم كاملة دون نقصان والعمل على سلامتهم من الأخطار المحاطة بهم.

لحظة عطاء

مرة واحدة اقتحمت نسمة العشق باب غرفتي دون أن تدق عليه معزوفة الإشارة المتفق عليها.

مرة واحدة زارني عبق الياسمين كأنما شذاه قد تجسد إنساناً من عالم آخر.

مرة واحدة ابتهلت شبابه الراعي في نغم حنون ومرتجل تعرفه المراعي الخضر. تحن إليه حينها إلى بسمة الربيع بعد صيفٍ حار وشتاءٍ منتظر. يعبق بالخير والأمل.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد