Al Jazirah NewsPaper Tuesday  13/07/2010 G Issue 13802
الثلاثاء 01 شعبان 1431   العدد  13802
 

الشعر بين المطرقة والسندان

 

بدأ موسم الصيف يتزين بالحلل والجواهر وبدأ التغير في ملامح الحياة من حولنا... فأخذت الجهات المستفيدة من الصيف والمصيف تستقطب أفكارها وتمحورها لجلب السياح من دورهم وأوطانهم.. فموسم الصيف كرنفال مؤقت الكل يسعى حثيثا لطلب الاستمتاع به أو الاستفادة منه ماديا.. وعلى سبيل المثال نرى المعنيين بالشعر يتسابقون إلى إقامة الأمسيات الشعرية لإرواء ذائقة جمهور الشعر.. نوادي أدبية وجهات أخرى.. حتى حفلات الزواج يتسابق أصحابها لجلب الشعراء وهذا في حد ذاته جميل لكسر روتين الحياة ومللها.. لكن ما يدعو إلى التساؤل نوع اللعبة المستخدمة في إقامة الأمسيات الشعرية وطريقة اختيار الشعراء فهي لا تخضع لمعايير أدبية ومدى أحقية كل أبناء منطقة بمنطقتهم, وليس لإرضاء الجمهور الكبير.. فيقع اختيار الشعراء تحت منظار وتلسكوب المحسوبيات والعلاقات الشخصية والواسطة.. فنحن لا نستطيع أن نفصل بين علاقتنا الخاصة عن العامة مما يساهم في هضم حقوق البعض من الشعراء وإعطاء مكانة لبعض لا أقول إنهم لا يستحقونها بل هم أقل منها فالجهات المعنية بإظهار موهبة الشاعر وتبني موهبة ليس عبر أمسية شعرية تقام لهدف جلب السياح من جمهور الشعر, فهذا الخطأ يتكرر كل عام.. وفي كل عام تراودنا أحلامنا أن يخرج الشعر من جلباب الواسطة لكنه يبقى تحت أجنحتها ,, فالإجحاف بحق بعض الشعراء جريمة لا تغتفر فهي تتكرر في كل كرنفال صيفي.. مما نجد تكرر بعض الأسماء في الأمسيات وبقاء بعض خارج الميدان.. فالأمسيات بحاجة لكسب ثقة الجمهور.

إلى متى وهي تمارس لعبة الضحك على الذقون... ؟!

الأمسيات بحاجة للعدل والإنصاف بين الجمهور والشعراء.. فليس من حقها أن تبني اختيارها على ما يدور خلف الكواليس.. فمنسق الأمسية لا يعجبه الشاعر فلان ومنظم الأمسية له خلاف مع الشاعر فلان وهكذا.. ومن الخسران.. شاعر هضم حقه وجمهور جاء للاستجداء لعل وعسى أن يجد شاعره المفضل..

وقفة

الشعر به وقفه وصدق التجاريب

دام الليالي علمتني زعلها

ببقى أنا والشعر خوه معازيب

يدمح خطا نفسي ويمسح عللها

قافي يبوح بضيقة الصدر ويجيب

أقصى المشاعر يوم أثمر سبلها

فهيد البقعاوي

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد